غزلان، لاجئة سورية من مخيم الزعتري في الأردن. تصوير: أليكسانرا بك/أوكسفام

غزلان، لاجئة سورية من مخيم الزعتري في الأردن. تصوير: أليكسانرا بك/أوكسفام
"بدأت معاناتنا منذ وصولنا إلى المخيم. ذهبت إلى جميع الأمكان في المخيم على أمل إيجاد عمل، ولكن لم يوظفني أحد” قالت غزلان ، وهي شابة سورية قابلناها مؤخراً في زيارتنا إلى مخيم الزعتري للاجئين

لا أمل في كسب الدخل للمرأة السورية في الأردن

أكثر من 5.6 مليون سوري أجبروا على الفرار

 

في الوقت الذي يتجمع فيه المجتمع الدولي وصناع القرار في بروكسل الإسبوع المقبل لمناقشة الاستجابة للأزمة السورية، العديد من اللاجئين في الأردن ينتظرون الحل لمعانتهم والمشاكل التي طال إنتظار إيجاد الحل  لها. 

دخلت الحرب في سوريا عامها الثامن، واضطر أكثر من 5.6 مليون لاجئ سوري إلى الفرار إلى البلدان المجاورة بحثاً عن الأمان. يواجه اللاجئون السوريون عدداً من القيود، منها محدودية فرص العمل أو قلة توفر الخيارات لدعم أسرهم. يوفر الأردن ملاذاً آمناً لما يقرب من 660 ألف سوري مسجلين كلاجئين ضمن مفوضية الأمم المتحدة في جميع أنحاء البلد.
 

النساء يواجهن تحديات أكثر. فرت غزلان من الغوطة الشرقية إلى مخيم الزعتري في الأردن قبل خمس سنوات. وضعها كلاجئة يجعل من المستحيل عليها السفر إلى بروكسل لمشاركة تحدياتها وتجاربها وجهاً لوجه. ولكنها تحدثت بحماس إلى منظمة أوكسفام أملةً أن يتم الاستماع إلى مخاوفها والتطرق إليها في المؤتمر. في حال حصول الأردن على الدعم المناسب من المجتمع الدولي، يمكن التوسع في فرص كسب العيش، وقد ترى غزلان بأن الحواجز التي تحول دون حصولها على عمل قد تزول.

 

اللاجئون من النساء يعانون من الحرمان بشكل مضاعف

 

مثل ملايين آخرين، غزلان كلاجئة لا تستطيع تسجيل عملها أو العمل في أي مهنة أخرى غير الزراعة أو البناء أو التصنيع. وكامرأة، فهي تواجه بعض المضايقات والأعراف الاجتماعية التي تملي عليها البقاء في المنزل. وهي تأمل في يومٍ ما بتكوين أسرة، ولكنها تكافح من أجل معرفة كيف ستنفق عليهم على نحو كافي.

تم تطوير عدد من المشاريع من قبل المنظمات الخيرية المختلفة لـ 80 ألف لاجئ يعيشون في مخيم الزعتري، وذلك لتمكين السوريين من العمل ضمن برنامج الأجر مقابل العمل (على سبيل المثال مشروع إعادة التدوير الذي تنفذه منظمة أوكسفام). مع ذلك، فهي ليست سوى حل مؤقت لأزمة لا نهاية لها في الأفق – في حين أن برنامج الأجر مقابل العمل يوفر بعض المساعدة للاجئين إلا أنه برنامج منخفض الأجر، غير دائم، وهو خارج نظام الاقتصاد الأردني المتعارف عليه.

واستنادا إلى الديناميكية الاجتماعية والاقتصادية للمخيم، لا يزال يتم اختيار الرجال للحصول على وظائف بشكل أكبر من النساء، حيث تحصل النساء على أقل من ثلث فرص العمل ضمن برنامج الأجر مقابل العمل. واستجابة لذلك، صممت أوكسفام بعضاً من البرامج لتلبية احتياجات النساء على وجه التحديد، منها برنامج البيوت البلاستيكية داخل المخيم، ومشروع صنع الحقائب من الخيم القديمة وهذا يعمل على تطوير مهارات الخياطة لديهن.

قالت غزلان لأوكسفام "الرجال هم الذين يحصلون على التصاريح (إجازة)، كما تقول غزلان "هم المسيطرين على كل شيء في المخيم. كل شيء فقط للرجال. الوظائف داخل المخيم - للرجال. في الخارج - للرجال".

 

نظام التصاريح واللوائح في الأردن يخلق العديد من الحواجز

 

لا يُسمح للاجئين في مخيم الزعتري بالمغادرة من دون تصريح، والتي  تحتاج إلى التجديد كل أسبوعين. حصلت بعض النساء السوريات في مخيم الزعتري على تصاريح عمل تسمح لهن بالعمل خارج المخيم، في المزارع المجاورة أو في مصانع الملابس. لكن بالنسبة للكثيرات، لا يعد العمل خارج المخيم خياراً. في كثير من الأحيان يمنع أفراد الأسرة الذكور زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم من العمل على الاطلاق.

 

وقالت غزلان "من الأفضل لي ايجاد وظيفة داخل المخيم، فهي أكثر أماناً وأقربً إلى منازلنا. وأنا أخشى العمل خارج المخيم. فهذا ليس آمناً، ولا نعلم ماذا يمكن أن يحدث في الخارج". وأضافت "كل شيء في الخارج. لماذا لا يخلقون لنا فرصاً في المخيم، حيث اتمكن من  العمل والعيش". في ظل بقاء القواعد والأنظمة في المخيم على وضعها الحالي، فان المنظمات الخيرية تجد صعوبة في إيجاد فرص عمل جديدة، خاصة للنساء. هناك حاجة ملحة لتخفيف القيود على حركة اللاجئين داخل وخارج المخيم، بما في ذلك حركة البضائع، للمساعدة على خلق المزيد من الفرص لبدء الأعمال التجارية أو العمل مدفوع الأجر.

هناك حاجة إلى فرص جديدة لكل من النساء السوريات والأردنيات

تعد المشاركة الاقتصادية للمرأة في الأردن منخفضة بشكل عام، حيث تحتل المرتبة 133 من بين 144 في تحليل الفجوة بين الجنسين في المنتدى الاقتصادي العالمي[1]. هناك العديد من الحواجز التي تحول دون مشاركة المرأة السورية والأردنية في سوق العمل، منها عدم توفر أماكن لرعاية الأطفال، قلة وسائل النقل الآمنة ذات التكلفة البسيطة، المسؤوليات العائلية، وبعض المعتقدات الاجتماعية والثقافية. بالنسبة للاجئات السوريات، فإن التحديات أكبر. في الأردن، حصلت النساء السوريات على 4 في المائة فقط من إجمالي تصاريح العمل الصادرة للاجئين السوريين.

يمكن لمؤتمر بروكسل توفير القوة الدافعة المتجددة التي بدورها قد تغير من الأزمة نحو فرصة تحولية أفضل للمرأة السورية. هذا الأمر ضروري، ليس فقط لحياتهم في الأردن، ولكن أيضا عندما يأتي الوقت في المستقبل وتكون عودتهم الى بلادهم آمنة، والبدء في عملية إعادة بناء سوريا.

 

 

[1] World Economic Forum. (2017). The Global Gender Gap Report 2017. Insight Report. http://www3.weforum.org/docs/WEF_GGGR_2017.pdf