عندما تغير النساء العالم

بعد جائحة كورونا، نفذت جمعية طوباس الخيرية ، وهي جمعية خيرية غير ربحية، العديد من ورش العمل التي استهدفت للنساء و اطفالهن في منطقة طوباس  بهدف تطوير قدراتهن  في المجالات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والثقافية.

تتعرض  النساء العاملات في قطاع الزراعة لعنف مزدوج. فبحسب قول الأخصائية الاجتماعية إيمان من جمعية طوباس الخيرية، فإن المصدر الأول للعنف هو نتيجة للظروف المعيشية القاسية داخل المجتمع الذكوري، أما المصدرالثاني للعنف  فهو ناتج عن الاحتلال الإسرائيلي. كما وأشارت ايمان ايضا الى ان مشاكل الصحة النفسية لدى النساء قد تضاعفت في أعقاب جائحة كوفيد 19.

"لقد رأينا أيضاً أن العنف ضد النساء قد تزايد في أعقاب جائحة كورونا وذلك نتيجة لفقدان بعض الرجال لوظائفهم، مما انعكس على تزايد وتيرة العنف بحيث اصبح هؤلاء الرجال يصبون جام غضبهم على أسرهم."

أطلقت إيمان فكرة الحلقات النسائية. حيث أنها تواصلت مع  شيخ قرية الحديدية وطلبت دعمه في إقناع الرجال القرية بالسماح بعقد هذه اللقاءات. " لقد كانت معادلة جيدة، فعندما تتعرف النساء على حقوقهن، يصبح بإمكانهن اتخاذ قرارات أفضل وخاصة عندما يتعلق الأمر بالزواج والطلاق والمسائل القانونية."

تقطن عبير في قرية الحديدية الواقعة في الاغوار الشمالية بالقرب من مستوطنة روعي الإسرائيلية. حيث لا تتوفر في القرية  وسائل المواصلات للخروج والعودة من والى القرية، كما أن خطر التعرض لهجمات المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي عالٍ جدا. إن فكرة مغادرة المنزل هي مخاطرة بحد ذاتها للعديد من النساء. قبل انتشار الجائحة، كان باستطاعة النساءالوصول إلى الحلقات النسائية وورش العمل التي تقام في القرية.

قالت عبير "عندما أصبح لدينا ورش عمل خاصة بالدعم النفسي في القرية، شعرت بأنه اصبح لدي  هدف في حياتي.  أصبح بإمكاني التعلم والحصول على الدعم دون التعرض لخطر الهجمات والترهيب عند مغادرة القرية. ولكن الآن، وبعد أن توقف  الدعم، ها قد انتهيت من حلب الأغنام وإطعامها وخبز الخبز وتنظيف المنزل ولم يعد لدي ما أفعله لنفسي."

تقول مريم أحد النساء من القرية "إن الأمر لا يتعلق بما علينا فعله في يومنا، لا يهمني وجود أية أنشطة. لكنني أريد أن أحصل على نفس الدعم الذي كنت أحصل عليه عندما كانت هذه الحلقات النسائية قائمة."

توقفت قليلاً ونظرت الى الأسفل ثم اضافت: "لن تتوقف هجمات المستوطنين ضدنا. شعرت بالحزن الشديد عندما ركل أحد الجنود غسالتي وكسرها خلال مداهمتهم لمنزلنا. وقفت أنظر إليه وكنت عاجزة عن فعل اي شي أو حتى التفوه باي كلمة. لقد كانت الحلقات النسائية متنفساً أستطيع من خلاله التعبير عما يجول في داخلي من غضب. لقد كانت تساعدني في التغلب على مشاعري السلبية."

 كما حال النساء في  طوباس، هناك الملايين من صانعات التغيير من النساء حول العالم يتصدين للعنف القائم على النوع الاجتماعي كل يوم.