قصة مصورة من فلسطين (أم شرار)

أم شرار،  ناشطة نسوية في مجال حقوق المرأة قامت  بتأسيس مركز لتقديم  خدمات ضرورية ومختلفة لما يزيد عن 500 امرأة في مجتمعها  المحلي. تسعى ام شرار من خلال هذا المركز لأن يكون لها دور في  تغيير العالم من حولها!  

تقول ام شرار: "في بداية عملي، ثار رجال القرية كلهم ضدي، ولكنني أكملت طريقي، لم يكن الأمر هينا. قدّم المركز للنساء خدمات هامة بما في ذلك دورات محو أمية وتدريبات في مجالات حقوق المرأة. وقمنا بتنظيم العديد من ورش العمل و التي هدفت لتعليم النساء أمورا متعلقة بحقوق المرأة قبل الزواج وبعده. وقد كانت هذه خطوة جبارة نحو تمكين المرأة."

توقف عمل أم شرار فترة انتشار وباء كورونا  وذلك بسبب توقف الكثير من المنظمات عن توفير التمويل والدعم الفني. "لقد كان العامان الماضيان في غاية الصعوبة، حيث تأثرنا بجائحة كورونا بقوة. هذا بالإضافة إلى ما نعانيه من سياسات الاحتلال على الارض و المتمثلة بتوسع المستوطنات وازدياد عدد الحواجز- كل ذلك ، لعب دورا كبيرا في تدمير ما حققناه من انجازات كانت نتيجة عمل شاق على مدار الاعوام السابقة."

يشكل التنقل والسفر بين المدن والقرى مصدر قلق لدى النساء في مجتمعنا. حيث أنهن عرضة لهجمات المستوطنين عند مغادرتهن لقراهن. " يصعب علي انا والنساء الذهاب إلى مدينة رام الله لحضور ورش العمل. فالنساء يخشين من المستوطنين الذي يلقون الحجارة على حافلاتنا أثناء التنقل. لا تشعر النساء بالخوف فقط، بل يشعرن بالعزلة أيضا."

شارفت أم شرار على الوصول إلى الستين سنة، وهي تنظر إلى كل ما قامت ببنائه على مدى السنين خائفة من أن يصبح في طي النسيان.

"أطالب جميع الجهات  للعودة إلى دعم مجتمعاتنا المحلية وإعادة تنظيم ورش العمل. فالنساء في مجتمعنا بحاجة إلى الدعم وإلى التعرف على حقوقهن."

وتضيف أم شرار بنبرة صوت هادئة: "المرأة هي العمود الفقري لكل بيت، وهي الداعم الأول لعائلتها، إذا ذهب ذلك الدعم، لن يعود البيت كما كان في السابق."

عندما تجاهل الجميع احتياجات النساء كانت أم شرار أحد أهم صانعات التغيير في مجتمعها المحلي. فهناك الملايين من صانعات التغيير من النساء كأم شرار في هذا العالم، يحاولن سد الثغرات التي خلفتها الحكومات وصناع القرار. 

يداً بيد، ولمدة  16 يوماً، علينا المطالبة لإنهاء العنف سواء كان بالأيدي او بمجرد قلم.

 الصورة: سمر حزبون / أوكسفام 2022