موجة ثالثة لكوفيد19 تجتاح اليمن، بينما 99٪ من اليمنيين لازالوا غير مُحصنين

الثلاثاء, سبتمبر 21, 2021

صرّحت مُنظمة أوكسفام اليوم بأن اليمنيين يُصارعون موجة ثالثة من كوفيد19 والتي تُهدد 99.06 ٪ من السكان غير المُحصنين.

لقد تضاعفت الحالات المسجلة لـ كوفيد19 ثلاث مرات، بينما إرتفع معدل الوفيات بأكثر من خمسة أضعاف (420 في المائة) في الشهر الماضي.، ويُستثنى من ذلك حالات الوفاة لعدد لا يُحصى من الناس الذين تُوفوا في منازلهم، وذلك بسبب عدم توفر الفحوصات وأسرّة المستشفيات. كما أن العدد الرسمي للوفيات والبالغ 1,649 لايشمل الغالبية العظمى من اليمنيين الذين يعيشون شمال اليمن، حيث لا تتوفر البيانات المُتعلقة بكوفيد19.

على الرغم من الوعود بأن المبادرة العالمية لتقديم اللقاحات والمعروفة بـكوفاكس ستُحقق تغطية تطعيمية بنسبة 23٪ على الأقل في جميع دول الأعضاء بحلول نهاية هذا العام، غير انه لم يتلقى سوى واحد بالمائة فقط من سكان اليمن والبالغ عددهم 30.5 مليون نسمة إلا جرعة واحدة فقط حتى الأن، فيما تلقى 0.05٪ فقط من سكان اليمن اللقاح بشكل كامل.

في منتصف العام، كان مُخطط كوفاكس مُتراجعاً بنسبة 88٪ للجرعات الموعود بها لليمن، وذلك بعد أن تم تسليم 511,000 جرعة فقط، من أصل 4.2 مليون جرعة.
تزايدت المخاوف حالياً من فشل اخر للمصدراالوحيد للقاحات في اليمن، لاسيما حينما أعلنت المُبادرة (كوفاكس) أن هناك نقص بقيمة نصف مليار جرعة عن هدف الإمداد العالمي الذي وضعته.

من جانبه فقد صرّح محسن صديقي، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن قائلاً: "تمتلك اليمن أعلى مُعدل للوفيات بسبب كوفيد19 في العالم، ببساطة لأن اليمن غير قادر على التعامل مع هذا الفيروس. لقد قضى الصراع على نظام الرعاية الصحية الهش اساساً. وامسى الكثير من الأشخاص الأكثر ضعفاً غير قادرين على إطعام أنفسهم بشكل صحي، أو شراء الأدوية الأساسية التي يحتاجونها، كما لا يستطيع آخرون تحمل تكلفة النقل إلى المراكز الطبية وذلك بسبب أزمات الوقود المستمرة."

إن التطعيم لحلٌ بسيط من شأنه أن ينقذ الأرواح، لكن المجتمع الدولي يخذل الشعب اليمني الذي يحتاج إلى جرعات من اللقاح بشكل فوري. نحن بحاجة إلى اللقاحات التي تم التعهد بها. انه لمن المخجل إن البُلدان الغنية مثل المملكة المتحدة وألمانيا، التي قامت بشراء جميع اللقاحات المتوفرة لنفسها، تمنع ايضاً الحلول التي من شأنها أن تنتُج عن حقوق ووصفات مشتركة لهذه اللقاحات المُنقذة للحياة، بحيث يمكن إنتاج المزيد منها وتوفيرها لدول مثل اليمن. من المؤكد أن حماية الأرواح أهم من حماية الأرباح الضخمة لشركات الأدوية التي جنت بالفعل المليارات من هذه الأزمة.

نزح أكثر من أربعة ملايين يمني اثناء النزاع القائم، بينما يعيش حوالي مليوني شخص في مأرب التي تشهد حاليًا قتالًا عنيفًا. الظروف في المخيمات مُزرية، وكثير من الناس لا يحصلون على المياه النظيفة أو مرافق الصرف الصحي أو الرعاية الصحية اللازمة. هذا وقد صرّحت القابلة التي تعيش في أحد مخيمات النازحين في مأرب مُنذ عامين، سلمى قاسم* قائلة: "لقد نزحت لأول مرة منذ ست سنوات. بعض الأشخاص هُنا لايؤمنون بأن هناك كوفيد19 من الأساس. على الرغم من وجود العديد من الحالات هنا في المخيمات، إلا أن الناس لم يُدركوا بعد بأن الوباء ينتشر. المأوى هو أكبر عقبة أمام النازحين مثلنا. يريد بعض الأشخاص اتباع الاحتياطات لكنهم لايستطيعون تحمل تكاليفها لأسباب اقتصادية. من الصعب للغاية إتباع إجراءات العزل الوقائي لمواجة كوفيد19 وخاصة في مخيمات النازحين في حالة إصابة أي شخص بالمرض، كيف سنقوم بذلك وأين سنعزلهم؟ "

وفقاً للأُمم المتحدة، فإن اثنان من كل ثلاثة يمنيين يفتقرون إلى خدمات الرعاية الصحية. بعد سبع سنوات منذُ بداية الصراع، فقط نصف مرافق الرعاية الصحية تعمل بشكل كامل، بينما يحتاج ما يُقدر بـ 20 مليون يمني إلى مُساعدات صحية، بما في ذلك 5.9 مليون طفل. كما أفادت مصادر أُخرى بأن أطباء اليمن في المستشفيات العامة يعملون من دون أجر، فيما يضطر بعضهم للنوم في المستشفيات والعيادات لعدم مقدرتهم على تحمل تكاليف السكن.

الجدير بالذكر بأن الأُمم المتحدة قد طلبت من الدول المانحة هذا العام تقديم مُساعدات إنسانية بمقدار 3.9 مليار دولار، وذلك لسد الإحتياجات الأساسية فقط - حتى الآن لم يتم التبرع سوى بأقل من نصف هذا المبلغ، بينما المبالغ المطلوبة لتغطية الإحتياجات الأساسية للرعاية الصحية لم تُغطى سوى بنسبة11% فقط.

* لقد تم تغيير الاسم لحماية الهوية.

---إنتهى---

إحصائيات عن كوفيد19:

عدد حالات كوفيد 20 أغسطس - 19 سبتمبر 2021 = 1260
عدد حالات كوفيد 20 يوليو - 19 أغسطس 2021 = 420
عدد الوفيات بسبب COVID 20 أغسطس - 19 سبتمبر 2021 = 229
عدد الوفيات بسبب COVID 20 يوليو - 19 أغسطس 2021 = 44
المصدر - جامعة جونز هوبكنزأغلقت الحكومة المُعترف بها دولياً المدارس في جنوب اليمن الأسبوع الماضي (ث / ج 13 سبتمبر).