"فاح الطريق برائحة الجثث": قصة العراقيون الفارون من تلعفر عن الموت في الصحراء
حكت النساء والأطفال الفارين من منطقة تلعفر في العراق ، حكوا لمنظمة أوكسفام كيف مات الناس خلال سيرهم بالصحراء وتحت حرارة 50 مئوية ولعدة أيام من أجل للوصول إلى الأمان. وقالت إحدى الأمهات إن الطريق الذي أخذناه للهروب كان يفوح منه رائحة الجثث، في حين قالت أخرى إنها تخشى أن يكون زوجها ميتا بعدما أخذته داعش عندما حاول الهروب.
وقد شن الجيش العراقي فجر الأحد 20 اغسطس الماضي ، هجوما كبيرا لإستعادة مدينة تلعفر، أحد آخر المعاقل الحضرية التى تحتلها داعش فى العراق. وقد فر أكثر من 30 ألف شخص بالفعل من المدينة، وفقا للأمم المتحدة، بينما بقي ما يصل إلى 40 الف شخص في منطقة تلعفر وماحولها.
التقت أيمي كريستيان – المسئول الإعلامي لمنظمة أوكسفام بالعراق- ببعض الفارين من تلعفر في موقع الفحص في بادوش، حوالي 60 كم شرق المدينة، حيث تقوم أوكسفام بإغاثة المجموعات الفارة. "كان صوت بكاء الأطفال يصم الآذان. فغطت الأوساخ أجسامهم النحيفة بشكل لا يصدق، وقد مروا بجحيم من أجل الوصول الى هناك. بقيت العائلات قريبة جدا من بعضها البعض، وضمت النساء بإحكام أطفالهن الصغار والرضع. وقد بدا الجميع مرهقين للغاية عليهم ملامح صدمة واضحة إثر تجربتهم. وبعد أيام من المشي في الحرارة القارحة، باتوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى ".
كما أشار الناس الي نفاد طعامهم في تلعفر واضطروا إلى الفرار خلال الليل لأن تنظيم داعش كان يمنعهم من الفرار. تقول أحلام إبراهيم، التي فرت من قرية مزرعة بالقرب من مدينة تلعفر عند بدء القصف: "غادرنا لأننا كنا نخاف من الغارات الجوية. كنا خائفين جدا على الأطفال. كان الطريق حاداً وصخرياً، وصار كبار السن يموتون. وبات من الصعب جدا المشي والطريق تفوح رائحته بالجثث. لقد فقدت صوتي لأنني كنت أصرخ على أطفالي للبقاء معي. كانوا خائفين جدا ".
قالت نهيدة علي * أيضا من منطقة مزراعة، كيف سافرت لمدة يومين وسط الحرارة الشديدة ومن دون ماء: "أخذ داعش زوجي قبل يومين أثناء محاولتنا الفرار. أردنا المغادرة منذ شهر ولكن داعش لم تسمح لنا. إذا رأوا عائلة تاركة، فإنهم يأخذون رجالها. وكان سبب خوفنا اننا رأينا الكثير من الناس قد قتلوا. فكنت قلقة من أنهم سيقتلون زوجي. ولم يتوقف ابني عن البكاء منذ أخذ تنظيم داعش والده ولا نعرف أين هو ".
وتدعو منظمة أوكسفام حكومة العراق إلى ضمان وصول المدنيين إلى بر الأمان والحصول على المساعدة التي يحتاجونها بشكل عاجل. كما تدعو جميع أطراف النزاع إلى تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين الذين يقيمون في المدينة، وإلي حماية المناطق المدنية والبنية التحتية - بما في ذلك تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة بعيدة المدي.
ملاحظات للمحررين
تدعم منظمة أوكسفام أولئك الفارين من القتال في العراق بالغذاء والمياه في المخيمات وفي المجتمعات التي تم استعادتها مؤخرا وحيث تسعى الأسر إلى الحصول على مأوى.
تعمل منظمة أوكسفام في موقع فحص بدوش على توزيع مجموعات من الصابون والحفاضات والملابس الداخلية والمناشف الصحية للوافدين الجدد الذين يعاد توجيههم إلى المخيم.وتقوم المنظمة أيضا بتقييم ما إذا كانت احتياجات أولئك الفارين من النزاع يتم الإستجابة لها.
* تم تغيير الاسم