إرتفاع اللامساواة يترك الفئات المهمشة في الأردن في وضع صعب للغاية
قد يكون الفشل في معالجة الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في الأردن ودول العالم بالأمر الكارثي.
عمّان – أظهر التقرير الجديد لمنظمة أوكسفام وتمويل التنمية الدولية حول مؤشر الالتزام بالحدّ من اللامساواة لعام 2020، والذي تم اطلاقه يوم الخميس الماضي انخفاضاً شديداً في الإنفاق على الرعاية الصحية العامة وضعفاً كبيراً في شبكات الأمان الاجتماعي وحقوق العمال، مما يعني ان غالبية دول العالم تشهد عدم الجاهزية في التعامل مع جائحة كوفيد-19.
يصنف المؤشر 158 من الحكومات وفقًا للسياسات التي تتبعها حول الخدمات العامة، الضرائب وحقوق العمال، وهي المجالات الثلاثة المحورية للحد من اللامساواة والتغلب على جائحة كوفيد-19، ومن هذه تقع الأردن في المرتبة 66.
"كغيرها من البلدان، لا تزال أمام الأردن طريق طويلة للتعافي من آثار الجائحة قبل تمكنها من إعادة توزيع الثروة بشكل صحيح لدعم محاربة اللامساواة، وهذا لن يكون ممكنًا من غير الدعم المالي من قبل المجتمع الدولي"، تقول نيفديتا مونغا، مديرة منظمة أوكسفام في الأردن.
يسلط هذا المؤشر الضوء على عدم اتخاذ أي دولة في العالم للتدابير الكافية من أجل معالجة اللامساواة قبل الجائحة، وان كوفيد-19 هي بمثابة جرس إنذار للبعض، حيث لا تزال تفشل العديد من البلدان في التصرف اتجاه هذا الأمر، والذي بدوره يؤدي فقط الى تأجيج الأزمة وجعل الأشخاص الذين يعيشون في فقر في ضعف وهشاشة أكبر.
على صعيد السياسات الضريبية، انخفض ترتيب الأردن بشكل كبير من المرتبة 14 في عام 2018 إلى المرتبة 70 لهذا العام، وذلك بسبب المنهجية الأكثر دقة التي اتبعت هذا العام لتقييم آثار سياسات محاربة اللامساواة.
في عام 2019 ، زاد الأردن ضريبة الدخل على الأفراد والشركات الا أن هاذا الأمر لم يقلل الاعتماد على ضريبة القيمة المضافة والتي تمثل عبئًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المنخفض.
"هناك اعتماد كبير على الضريبة التنازلية حيث أن حوالي ثلثي عائدات الضرائب الحكومية تأتي من الضرائب غير المباشرة بما في ذلك الضرائب على المبيعات والضرائب الإجمالية. من الناحية العملية، فإن التزام الأردن في جعل الهياكل الضريبية أكثر تركيزاً على التصاعدية لم يُترجم إلى انخفاض في عبء التكلفة على الأسر ذات الدخل المنخفض أو الى توزيع عادل للتكاليف بشكل عام. وفي هذا السياق، فمن الضروري أن يدفع الأشخاص الأكثر ثراءً نصيبهم العادل لدعم الحد من اللامساواة والتعافي من الأزمة "، أضافت مونجا.
مقارنة بالدول الأخرى ذات الدخل المتوسط المرتفع، يحتل الأردن مرتبة منخفضة في الخدمات العامة، حيث يقع في المرتبة 27 من أصل 41 دولة. في حين أن الأردن قد اتخذ خطوات كبيرة لتوسيع تدابير الحماية الاجتماعية بسرعة منذ بدء الجائحة، إلا أنه لم يشمل بشكل كاف الفئات المهمشة والضعيفة مثل اللاجئين والعمال المهاجرين، مما ترك حوالي 90٪ ممن يعملون بشكل غير رسمي غير قادرين على الوصول إلى أنظمة الضمان الاجتماعي.
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها اليونيسف، فان عدد الأسر الأردنية والسورية من الفئات المهمشة التي تعيش على أقل من 100 دينار أردني (140 دولارًا أمريكيًا) في الشهر في الأردن (والذي هو اقل من نصف الحد الادنى للاجور) قد تضاعف منذ بدء الجائحة.
وأضافت مونجا "إن لم يقم الأردن بتأمين تدابير الحماية الاجتماعية للتخفيف من آثار كوفيد-19 على الأسر الفقيرة في جميع أنحاء البلاد، فهذا سيدفع بالآلاف من الأسر من الفئات الهشة إلى المزيد من الفقر. والأسوأ من ذلك، أن النساء بشكل عام والأسر التي تعيلها نساء على وجه الخصوص ستستمر في تكبد العبء الأكبر. في حين اظهار الحكومة والمؤسسات الدولية المؤثرة مثل صندوق النقد الدولي فهمها للوضع وتعبيرها عن دعمها لاتخاذ إجراءات لتخفيف العبء عن الفقراء، الا أنه لا يزال هناك طريق طويل لقطعها قبل أن يتم ترجمة هذه النوايا الحسنة الى إجراءات ملموسة، حيث لا يزال الأردن ومنذ عدة سنوات يعاني من الاجراءات التقشفية تحت السياسات المدعومة من صندوق النقد الدولي والآن هناك حاجة ماسة إلى تغيير هذا النموذج أكثر من أي وقت مضى ".
في حال وجود اي استفسارات يمكنكم التواصل مع عائشة شتيوي.. المسؤول الاعلامي في منظمة أوكسفام على موبايل 0791576011 او البريد الالكتروني التالي: ashtiwi@oxfam.org.uk
ملاحظات للمحررين
- قم بتنزيل مؤشر الالتزام بالحدّ من اللامساواة لعام 2020 (CRII) ومذكرة المنهجية ومجموعات البيانات.
- قم بزيارة موقع الويب الجديد الخاص بالمؤشر لمعرفة المزيد من المعلومات . http://www.inequalityindex.org/
- شهد مؤشر الالتزام بالحدّ من اللامساواة لعام 2020 تغييرات كبيرة في المنهجية مقارنة بعام 2018. وتعني هذه التغييرات في المنهجية المتبعة لهذا العام أن المقارنة المباشرة بين درجات بلد ما في مؤشر 2020 وتلك الخاصة بعام 2018 قد لا تعطي الصورة الدقيقة عن أدائها. لهذا السبب، لهذا يركز تحليل التغييرات على التغييرات السياسية الملموسة منذ مؤشر 2018.
- توصي أوكسفام و وتمويل التنمية الدولية الحكومات بإنفاق 15% من ميزانياتها على الصحة، بما يتماشى مع إعلان أبوجا. حيث في نيسان عام 2001 اجتمع رؤساء دول الاتحاد الأفريقي وتعهدوا بتحديد هدف لتخصيص 15% على الأقل من ميزانيتهم السنوية لتحسين قطاع الصحة. يوفر إعلان أبوجا معيارًا لميزانية البلدان الأخرى بشأن مستويات الإنفاق الصحي.