تقرير جديد لأوكسفام يُسلط الضوء على العنف والتمييز وسوء المعاملة الذي تتعرض له النساء والفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بسبب قواعد اللباس التي المفروضة عليهن
أظهر تقرير صادر عن منظمة أوكسفام اليوم بعنوان "أخلاقهن بملابسهن" أن العنف القائم على النوع الاجتماعي المرتبط بما تختار النساء والفتيات ارتدائه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شائع للغاية حتى أنه أصبح بديهياً بالنسبة للنساء والفتيات ان يشكل لباسهن عاملاً رئيسًيا للعنف وسوء المعاملة والتمييز في حياتهن اليومية.
وسلط التقرير الضوء على الاعتداءات والعنف الذي تتعرض لهن ل النساء والفتيات بسبب خياراتهن في اللباس حيث يعتبر المجتمع أنهن جديرات بالأمان والأمن من خلال اختيارهن لملابسهن، والتي يحددها ويتحكم بها أسرهن ومجتمعاتهن.
وفق التقرير فإن جميع النساء اللواتي تمت مقابلتهن وافقن بالإجماع على تعرضهن لواحد أو أكثر من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي لعدم امتثالهن للأعراف الاجتماعية المتعلقة باختيار ملابسهن.
من جهتها قالت مستشارة عدالة النوع الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أوكسفام، الدكتورة هديل قزاز "إن المظهر الخارجي للنساء يحد بشكل كبير من قدرتهن على المشاركة في الحياة اليومية والتنقل في الأماكن العامة بأمان وحرية، في حين أنه يجب أن يكون شأناً خاصاً بهنّ، إلا أنه مجالٌ عام خاضع للرقابة المجتمعية في جميع أنحاء المنطقة، فأجساد النساء، وخياراتهن ليست ملكهن، وما ترتدينه لا يُنظر إليه على أن لديهن الحق في اختياره".
وأضافت " أنه عندما تختار النساء والفتيات ما يرتدين من ملابس، قد يتعرضن للعنف والايذاء والتحرش في الشوارع والمنازل وأماكن العمل والمؤسسات العامة أو الخاصة، وتراوح هذا العنف القائم على النوع الاجتماعي من الاعتداءات الصغيرة إلى الإساءة الجسدية والنفسية و الجنسية، والتي تتعرض لها النساء بشكل متكرر لدرجة أنها أصبحت في الكثير من الأماكن أمرا روتيناً، مؤكدا فرضية أن الرجال والفتيان لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم، وأن النساء والفتيات وحدهن المسؤولات عن التحرش والاعتداءات الجنسية التي يتعرضن لها".
وقامت اوكسفام من خلال هذا التقرير بمقابلة ستين امرأة، من بينهن 7 نساء من خلفيات مختلفة من العراق والأردن ولبنان وفلسطين ومصر وتونس حيث أكدن جميعا أنهن في حالة شبه دائمة من اليقظة والمراقبة الذاتية بما يتعلق بلباسهن.
وربط التقرير بين خيارات النساء للباسهن وقراراتهن اليومية بشأن الأماكن التي يمكنهن الذهاب إليها، ووسائل النقل التي يمكنهن استخدامها، والأعمال التي يقمن بها، والدراسات التي يمكنهن الألتحاق بها، بالإضافة لمكان وكيفية عيشهن، واختيار شركائهنّ.
وكما كشف التقرير عن أن التكلفة الاقتصادية والنفسية للعنف ضد المرأة المرتبط باللباس كبيرة للغاية. وقد تؤثر خيارات لباسهن على قدرتهن على التنقل بأمان في الأماكن العامة، وتصدر أحكاما على أخلاقهن، بغض النظرعن خلفياتهن الثقافية أو الدينية أو الطبقية أو العرقية أو السياسية، فيما أظهرت سرديات النساء في التقرير أن ممارسة الرقابة والتحكم بلباس النساء والفتيات قد يؤدي للحد من قدرة بعضهن على الانضمام إلى سوق العمل او التعرض للتمييز، وفي بعض الحالات قد يُحرمنّ من التعليم بسبب خيارتهن فيما يتعلق بلباسهنّ.
و أشارت الدكتورة قزاز "إلى إن محاولات السيطرة على أجساد النساء وعقابهن على عدم الالتزام بما يعد "لائقًا" له آثار وخيمة ليس فقط على الأفراد ولكن على المجتمع ككل. لافتة الى ان الأعراف الاجتماعية ليست مصنوعة من الحجر. وانه يجب تغيير هياكل وقواعد السلطة التي تشرع العنف ضد النساء والفتيات واستبدالها من أجل مجتمع أكثر أمانًا وعدالة وازدهارًا لنا جميعًا بدون أي تمييز."