يواجه الآلاف من الأشخاص تحت الهجوم في شرق حلب المحاصر نقصا في الطعام والماء والرعاية الصحية - أوكسفام تزود المدينه بمولد جديد
الآلاف من الأشخاص تحت الهجوم في شرق حلب المحاصر يواجهون نقصا في الطعام والماء والرعاية الصحية أوكسفام تزود مولد جديد لتحسين إمدادات المياه إلى المدينة قامت منظمة أوكسفام يوم الاربعاء بنقل مولدا ضخما الى شرق مدينة حلب عبر خطوط النزاع، بهدف تحسين تزويد المياه في المنطقة، ولكن المساعدات الاخرى ما زالت مقطوعة عن سكانها، حبث يواجه أكثر من ربع مليون شخصا الشتاء البارد مع نقص في الغذاء والمياه النظيفة الصالحة للشرب، ومع تجدد الغارات السورية والروسية فان الموارد الطبية ستتضاءل وتصل الى نقطة الانهيار.
وبهذا الشأن، حذرت كل من منظمة أوكسفام والجمعية الطبية الأمريكية السورية ومنظمة القلب الكبير من وقوع كارثة إنسانية في مدينة حلب ما لم يتم وقف القتال بشكل كامل، ووضع حد للغارات الجوية والقصف العشوائي، وكذلك رفع الحصار من اجل السماح للمساعدات بالوصول إلى شرق حلب، والسماح للناس بمغادرة المدينة بشكل آمن. وقال الدكتور احمد طرقجي رئيس الجمعية الطبية الامريكية السورية: " بعد استئناف الضربات الجوية، فان الوضع في غاية الخطورة، حيث سينفذ مخزون المستلزمات الطبية خلال بضعة أسابيع. وكذلك فان ما تبقى من الكادر الطبي منهكين ومتعبين لعملهم المستمر، كما وتعاني المدينة من نفاذ في الوقود أو غيرها من مصادر الطاقة، والتي بدونها لن تتمكن المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف من العمل، يجب علينا التحرك الآن قبل فوات الاوان ".
قامت منظمة أوكسفام بنقل المولد الضخم الثاني لمحطة المياه الرئيسية في مدينة حلب "محطة سليمان الحلبي" عبر خطوط النزاع وذلك مرورا من المنظقة الغربية في حلب والمسيطر عليها من قبل الحكومة وحتى المنطقة الشرقية من حلب والمسيطر عليها من قبل المعارضة، وذلك لزيادة وتحسين فرص الحصول على المياه النظيفة في جميع أنحاء المدينة. وعندما يتم تركيب هذا المولد، سيعمل مع المولد الآخر الذي قامت اوكسفام بتركيبه في وقت سابق من هذا العام، بضخ المياه الى جميع سكان حلب حال قطع التيار الكهربائي. ومنذ بدء الهجوم فان سكان حلب يواجهون صعوبة الوصول الى المياه النظيفة من خلال الشبكة العامة، والذي يضطرهم إلى الاعتماد على الآبار والمياه التي تقوم الشاحنات بنقلها، والتي من المرجح ان تكون ملوثة وغير صالحة للشرب. ومنذ إطلاق الهجوم العسكري السوري الروسي في أواخر شهر تموز، لم تتمكن أي من قوافل المساعدات الدولية من الوصول الى شرق مدينة حلب. وقال أندي بيكر، المسؤول عن ملف الأزمة السورية في منظمة أوكسفام: "سيعمل المولدان اللذان قدمتهم منظمة أوكسفام على توفير مياه صالحة للشرب لسكان مدينة حلب والذي يصل عددهم الى ما يقارب المليوني شخص، ولكن لغاية الآن يحظر ادخال المساعدات الغذائية والطبية. من الهام والضروري ان يكون هناك مياه صالحة للشرب ولكن وحدها لن تعمل على وقف المجاعة او حماية الناس من الهجمات الجوية العشوائية".
كما وأعلنت منظمة الأمم المتحدة يوم 10 تشرين الثاني أنه تم توزيع آخر حصص المعونات الغذائية في شرق حلب، وحذرت من حدوث مجاعة ان لم يتم السماح بدخول المساعدات. وقال عبد الوهاب جسري من منظمة القلب الكبير، وهي منظمة سورية نشطة في شرق حلب: "قمنا بتوزيع المعونات الغذائية على 22180 أسرة في شرق حلب منذ بداية شهر تشرين الاول والتي بالكاد ستكفيهم حتى نهاية شهر تشرين الثاني، ونحن بحاجة ماسة لتقديم المزيد من المعونات الغذائية إلى السكان هناك،
ولكن من اجل حصول ذلك ندعو إلى وقف كامل للأعمال العدائية، ووضع حد للغارات الجوية ووضع ضمانات تكفل سلامة وأمن قوافل المساعدات ". ومع استمرار الغارات الجوية وعمليات القصف المستمر التي تستهدف المرافق الصحية، فان الوضع الطبي في شرق مدينة حلب على حافة الانهيار، ووفقا للجمعية الطبية الأمريكية السورية هناك 29 طبيبا فقط في شرق حلب، وكذلك لم يتلق الاطفال في تلك المنطقة التطعيمات اللازمة. واضاف الدكتور طرقجي من الجمعية الطبية الأمريكية السورية: "مع بداية هذا البرد القارس فان الآلاف من المدنيين لا يملكون خيارات للحصول على مصادر التدفئة التي يحتاجونها، ولا يوجد هناك أشجار لقطعها واستخدامها كحطب. ونحن نقوم بتحضير انفسنا لمواجهة أسوأ الظروف المرتبطة بتضاؤل الإمدادات الغذائية، ونتوقع بان يصل الأثر المترتب على سوء التغذية الى ذروته في فصل الشتاء ". وعلى الرغم من اعلان الجيش الروسي لوقف إطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، ولكن كمية محدودة جدا من المساعدات تمكنت من الوصول الى شرق مدينة حلب ولكن لم تحدث أي عملية إخلاء طبي. وكذلك رفضت روسيا تمديد الهدنة التي طالبت بها الأمم المتحدة، وتم استئناف الضربات الجوية السورية على المنطقة بعد توقف دام ما يقارب الشهر.