رد منظمة أوكسفام على التقرير التجميعي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ
ردًا على نشر التقرير التجميعي الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ اليوم، قالت نافكوت دابي، المسؤولة عن سياسة المناخ في منظمة أوكسفام:
"هذا هو حرفيًا الفصل الأخير. إذ يُظهر العلم أن الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنًا - ولكن بشروط. فما لم نكبح جماح التلوث الكربوني القاتل، فإن موجات الحر والعواصف والجفاف والفيضانات "غير المسبوقة" ستستمر وتيرتها بالتفاقم لتضرب المزيد من الأماكن والبشر. ويتحمل الأشخاص الذين يعيشون في حالة فقر وطأة هذه الأزمات الناجمة عن المناخ، بما في ذلك الجوع الجماعي الذي يحدث الآن في شرق إفريقيا، مع ارتفاع الحرارة 1.1 درجة مئوية فقط.
ومن المشين حقًا أنه بعد ستة تقارير ضخمة أصدرتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، و27 مؤتمرًا بشأن تغير المناخ، والسنوات الثماني الأكثر سخونة على الإطلاق - مع استمرار ارتفاع الانبعاثات - تواصل الحكومات تشجيع صناعة النفط والغاز على الحفر بشكل أعمق وأوسع بحثًا عن الوقود الأحفوري. لقد شاركت أكثر من 600 مجموعة ضغط في مجال الوقود الأحفوري في المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وسيقود رئيس شركة نفطية محادثات المناخ القادمة في دبي.
لقد حققت شركات النفط العمالقة أرباحًا قياسية في عام 2022. وهي تستخرج هذه الثروات من كوكب منكوب فيما تطلق تصريحاتها الجوفاء عن المخاوف بشأن البيئة. ولو استعادت الحكومات الأرباح الهائلة التي وزعها منتجو النفط والغاز على مساهميهم الأثرياء في العام الماضي فقط، لكان بوسعها زيادة الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة بنحو الثلث.
يمكننا معالجة أزمة المناخ والقضاء على الفقر؛ وليس علينا الاختيار بين الأمرين. فإذا توقف أغنى 1 في المئة من البشر عن تبديد الكثير من الكربون على الطائرات الخاصة والسيارات الكبيرة الملوثة والاستثمارات في الوقود الأحفوري، فسيتمكن النصف الأفقر من البشرية من زيادة بصماته الكربونية الصغيرة لتلبية احتياجاته الأساسية.
وللبقاء ضمن حدود 1.5 درجة مئوية، يجب على كل شخص على وجه الأرض أن يبقى دون متوسط 2.2 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030. والحال أنّ أغنى 1 في المئة من البشر يستنفدون "ميزانية الكربون" المتبقية هذه في 12 يومًا فقط كل عام، في حين يصدر عن نصف البشر الأفقر أقل من نصف هذه الانبعاثات على مدار عام كامل. إنّ هذا التفاوت مثير للسخرية حقًا!
فرصة الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية ضئيلة جدًا ولكن لا يمكننا الاستسلام. فكل جزء من درجة من الاحترار يجري الحؤول دونه يعني إنقاذ ملايين الأرواح. وحتى ارتفاع نصف درجة فقط يمكن أن يعيق زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات وصيد الأسماك.
نحن بحاجة إلى أموال للعمل المناخي وتخفيضات كبيرة في الانبعاثات - ليس فقط من قبل أغنى البلدان، ولكن أيضًا من قبل أغنى الأفراد والشركات. إن البلدان الغنية هي المسؤولة أكثر عن أزمة المناخ ويجب أن تسدّد ديونها للبلدان الفقيرة من خلال توفير الأموال الكافية للتكيّف، والتحول إلى الطاقة المتجددة، ومعالجة الخسائر والأضرار. لم يتبق ما يكفي من الوقت ولا الكربون للتعهدات الفارغة والحلول الزائفة مثل احتجاز الكربون وتخزينه. إنّ التكيف مع تغير المناخ إلى ما لا نهاية هو أمر مستحيل - ونحن بحاجة إلى التخلص التدريجي السريع والعادل من الوقود الأحفوري؛ وإلا فإن كارثة تضرب جميع الناس في كل البلاد ستكون قاب قوسين أو أدنى، وستكون مؤلمة جدًا".
ملاحظات للناشرين:
وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كانت السنوات الثماني الماضية هي الأكثر دفئًا على الإطلاق على مستوى العالم بفعل تركيزات غازات الدفيئة المتزايدة باستمرار وتراكم الحرارة.
مُنح ما لا يقل عن 363 من جماعات الضغط المعنية بالوقود الأحفوري حق الوصول إلى المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
ضاعفت شركات النفط الكبرى أرباحها في عام 2022 إلى 219 مليار دولار، أي أكثر من الناتج المحلي الإجمالي للعديد من البلدان. فوفقًا لشركة جانوس هندرسن للاستثمارات، بلغ إجمالي أرباح منتجي النفط والغاز 151.8 مليار دولار في عام 2022. وأفادت وكالة الطاقة الدولية أنه تم استثمار 472 مليار دولار في الطاقة المتجددة في عام 2022. (151.8/472)*100 يساوي 32.2 بالمئة.
يتطلب الحفاظ على 1.5 درجة مئوية الحد من الانبعاثات إلى 17 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون، مقسمة بالتساوي بين سكان العالم، وهذا هو ما يقرب من 2.2 طن للشخص الواحد. وسوف تنبعث هذه الكمية من الكربون عن أغنى 1 في المئة من البشر في 12 يومًا، وعن أغنى 10 في المئة في ما يزيد قليلًا عن شهر، فيما سوف ينبعث عن النصف الأفقر من البشرية أقل من النصف على مدى عام كامل. وتستند هذه الحسابات إلى تحليل نشر في مذكرة منظمة أوكسفام الموجزة "اللامساواة في الكربون في عام 2030" في عام 2021. وستنشر منظمة أوكسفام بحثًا جديدًا عن اللامساواة في الكربون في عام 2023.
وقد خلصت أبحاث منظمة أوكسفام إلى أن استثمارات 125 مليارديرًا فقط تنبعث منها 393 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام - أي ما يعادل انبعاثات فرنسا - بمتوسط سنوي فردي أعلى مليون مرة من انبعاثات شخص من أفقر 90 في المئة من البشرية.
وفقًا لمختبر اللامساواة العالمي، فإن القضاء على الفقر العالمي دون 5.50 دولار من شأنه أن يستلزم زيادة في انبعاثات الكربون بنسبة 18 في المئة تقريبًا. وهذا يعادل تقريبًا انبعاثات أغنى 1 في المئة من البشر (15 في المئة بين عامي 1990 و2015).
معلومات الاتصال
آني تيريو في البيرو | annie.theriault@oxfam.org | +51 936 307 990
للحصول على كل جديد من منظمة أوكسفام، يرجى متابعة @NewsFromOxfam و@Oxfam
الرجاء مساعدة منظمة أوكسفام في إنقاذ الأرواح في شرق أفريقيا.