"إخفاق كارثيّ" لجهود التوصّل إلى وقف إطلاق النار وفق ما أعلنت منظّمة أوكسفام

الثلاثاء, مايو 12, 2020
شعار أوكسفام

"إخفاق كارثيّ" لجهود التوصّل إلى وقف إطلاق النار

وفق ما أعلنت منظّمة أوكسفام

 

لقد فشل المجتمع الدولي فشلًا ذريعًا في التوصّل إلى وقف عالمي لإطلاق النار لتمكين البلدان التي تشهد صراعات - والعالم بأسره - من وضع حدّ لانتشار فيروس كورونا وإنقاذ ملايين الأرواح ، وفق ما أعلنته منظّمة أوكسفام اليوم.

لقد أدي شلل مجلس الأمن الدولي واستمرار تجارة الأسلحة في مناطق النزاع حول العالم، إلى تقويض الجهود الرامية إلى التوصّل لوقف إطلاق النار حول العالم الضروريّة لمكافحة فيروس كورونا، وفق تقرير صدر عن منظّمة أوكسفام اليوم.

وقد سلّطت منظّمة أوكسفام في تقريرها الجديد "النزاع في زمن فيروس كورونا" الضوء على استمرار أعمال العدوان والقتال التي تقوم بها أطراف عديدة في كثير من البلدان التي مزقتها النزاعات حتي يومنا هذا. ويضاف إلى ذلك الفشل الدبلوماسي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسنوات من الاستثمار الضعيف في جهود بناء السلام، في الوقت الذي يستمر به تدفق الأسلحة إلى مناطق النزاع.

ويقول المدير التنفيذي المؤقت لمنظمة أوكسفام خوسيه ماريا فيرا: "كنّا نتوقّع حسن القيادة من جانب مجلس الأمن والعديد من تلك البلدان التي تقول إنّها تؤيّد وقف إطلاق النار مع أنّها لا تزال تشارك بنشاط في النزاعات بجميع أنحاء العالم، وتشنّ عمليّات عسكريّة، وتبيع الأسلحة وتدعم أطرافًا ثالثة".

وقد رفضت الولايات المتحدة يوم الجمعة 8 أيار/مايو الماضي التصويت على قرار للأمم المتحدة لوقف عالمي لإطلاق النار. وتقول منظّمة أوكسفام إنّ هذا الأمر هو ببساطة أحدث تطوّر في سلسلة من الإخفاقات التي تُديم النزاعات في وقت الحاجة الماسّة إلى السلام والتعاون الدولي.

وثمّة مليارا شخص يعيشون في دول هشّة ومتضرّرة من النزاعات وهم معرّضون الآن لتزايد خطر الإصابة بوباء فيروس كورونا.

تحاصر هذه النزاعات الملايين من الناس في مناطق شُلت النظم الصحيّة وقُصِفت المستشفيات بها أو أُجبر الملايين فيها على الفرار إلى مخيّمات مكتظّة بالنازحين، حيث الظروف ملائمة لتفشّي الفيروس.

وتقول ناشطة يمنيّة من أجل السلام وشريكة لمنظمة أوكسفام في عدن: "أخشى أن يأتي وقف إطلاق النار بعد تفشّي فيروس كورونا المستجدّ؛ فما تكون حينها الفائدة من السلام في أرض بلا شعب؟".

في العام الماضي وحده، تجاوز الإنفاق العسكري للمجتمع الدولي 1.9 تريليون دولار. وكان من شأن ذلك المبلغ أن يسدّد أكثر من 280 ضعف كلفة نداء الأمم المتحدة المتعلق بفيروس كورونا. وفي نفس الوقت الذي يتفشى به الفيروس:

  • نقلت أنظمة الطيران البريطانيّة طائرة شحن إلى المملكة العربيّة السعوديّة في أواخر نيسان/أبريل.
  • لدى روسيا طلبات مسبقة للدبابات الثقيلة التي جرى اختبارها في سوريا.
  • تواصل فرنسا تأجيج الحرب في اليمن من خلال بيع الأسلحة إلى المملكة العربيّة السعوديّة.
  • سمحت ألمانيا ببيع غوّاصة إلى مصر في نيسان/أبريل.
  • رفعت كندا في الشهر الماضي تعليقها لتصدير الأسلحة إلى المملكة العربيّة السعوديّة.

ويتابع فيرا: "على البلدان المصدّرة للأسلحة أن تكفّ عن تأجيج النزاع وأن تبذل بدلًا من ذلك كلّ جهد ممكن للضغط على الأطراف المتقاتلة للموافقة على وقف عالمي لإطلاق النار والاستثمار في جهود السلام التي يمكن أن تؤدّي إلى وضع حدّ فعلي للنزاعات".

وتقول فاطمة غانسونري، إحدى من تقدّم لهم منظّمة أوكسفام المساعدات في كايا ببوركينا فاسو: "منذ بداية أزمة كورونا، جرى حظر كلّ شيء. لم يعد بوسعنا الخروج، ولم يعد بإمكاننا إعادة تنظيم صفوفنا، وقد أوقفنا جميع أنشطتنا الصغيرة. الحياة أصبحت أصعب، وأنا خائفة جدًّا. ثمّة خوف مزدوج من انعدام الأمن ومن الفيروس نفسه. قبل أزمة كورونا، كنا نكافح كي نجد ما نأكله، والآن أصبح الأمر أشدّ سوءًا".

وتتضمّن بعض الحالات التي أوردتها منظّمة أوكسفام في تقريرها "النزاع في زمن فيروس كورونا" ما يلي:

  • في جمهورية أفريقيا الوسطى، قامت الجماعات المسلحة بخرق وقف إطلاق النار بها وسط موجة متزايدة من العنف، على الرغم من نداء السلام الذي وجهته الأمم المتحدة، وتوقيع 14 جماعة مسلحة اتفاق سلام مع الحكومة في فبراير/شباط 2019.
  • في ميانمار، رفض الجيش دعوات محليّة ودوليّة لوقف إطلاق النار في حين ازدادت حدّة الاقتتال في ولاية راخين، مع تكرار الغارات الجويّة والقصف في المناطق المأهولة بالسكان. ويعيش حاليا بجميع أنحاء ولاية راخين مئات الآلاف من الأشخاص في ملاجئ مكتظّة يصعب وصول الرعاية الصحيّة إليها. ويعاني حوالي مليون شخص من انقطاع الاتصال بالإنترنت على الرغم من الحاجة الماسّة إلى المعلومات عن الفيروس لإنقاذ الأرواح.
  • أعلنت المملكة العربيّة السعوديّة وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدّة أسبوعين في اليمن، اعتبارًا من 9 نيسان/أبريل، ثمّ مدّدته في وقت لاحق لمدّة شهر، إلّا أنّ جميع أطراف النزاع تواصل الاقتتال. ولا يزال فقط نصف المرافق الصحيّة في اليمن يعمل مع الاشتباه بوقوع أكثر من 100,000 حالة إصابة بالكوليرا هذا العام.
  • في كولومبيا، أعلن جيش التحرير الوطني المتمرّد وقف إطلاق النار، على خلاف الجماعات المسلّحة الأخرى والحكومة.
  • في أفغانستان، تأجّلت مفاوضات السلام بين الأطراف الأفغانيّة التي كان من المقرّر إجراؤها في آذار/مارس، وترفض حركة طالبان وقف إطلاق النار من دون أن تبادلها الحكومة ذلك.
  • في بوركينا فاسو، يعني العنف المستمرّ عدم استطاعة الناس في غالب الأحيان الحصول على الضروريّات مثل الماء والرعاية الصحيّة والغذاء. وقد فاقمت القيود المفروضة لمنع انتقال الفيروس التحديّات القائمة.
  • في جنوب السودان، توقّف بعض تمويل بناء السلام بسبب إعطاء المانحين الأولويّة للاستجابة لفيروس كورونا على أيّ مسألة أخرى.

ويواصل فيرا: "لقد شلّت عقود من النزاعات النظم الصحيّة واقتصاديّات البلدان التي مزّقتها الحروب معرّضة بشدّة ما يقرب من ملياري نسمة لأمراض مثل فيروس كورونا. إنّ إدارة فيروس كورونا أمر صعب بما فيه الكفاية في البلدان التي يعمّها السلام، ولكنّ تأجيج النزاع علاوة على تفشي الوباء لأمرٌ جدير بالشجب والاستنكار".

 

    ملاحظة إلى الناشرين: 

     

    • تقرير النزاع في زمن فيروس كورونا هنا
    • توسّع منظمة أوكسفام نطاق برامجها لمساعدة 14 مليون شخص في 50 بلدًا في جميع أنحاء العالم على مكافحة الفيروس. وبالتركيز على بعض مناطق النزاع الأشدّ تضرّرًا، بما في ذلك اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطيّة وبوركينا فاسو، توفّر منظّمة أوكسفام النظافة الصحيّة والماء النظيف، والتوعية الصحيّة، والدعم للمستشفيات، فضلًا عن الأموال النقديّة لشراء الغذاء والاحتياجات الأساسيّة للأسر التي اضطُرّها النزاع للنزوح.
    • تُظهِر بيانات تعقّب الطيران رحلة لطائرة شحن 737 تابعة لأنظمة الطيران البريطانيّة من مصنع تلك الشركة في وارتون في المملكة المتحدة إلى قاعدة الملك فهد الجويّة في المملكة العربيّة السعوديّة عبر قاعدة جويّة عسكرية تابعة للمملكة المتحدة في أكروتيري بقبرص، في 23 نيسان/أبريل. وتقود المملكة العربيّة السعوديّة تحالفًا من الدول التي تدعم الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن في حربها ضدّ الحوثيين منذ أكثر من خمس سنوات.
    • أعادت الحكومة الكنديّة التفاوض على عقد مثير للجدل بقيمة مليارات الدولارات، وهو ما سيؤدّي إلى بيع شركة مقرّها أونتاريو لعربات مدرّعة خفيفة إلى المملكة العربيّة السعوديّة.
    • تسري على نطاق واسع تقارير تفيد أنّ الحكومة الألمانيّة قد سمحت بتسليم مجموعة من المعدّات العسكريّة أنتجتها شركة تيسن كروب (Thyssen Krupp) في 1 نيسان/أبريل، بما في ذلك غوّاصة إلى مصر التي تشارك في الحصار البحري على اليمن كجزء من التحالف السعودي.
    • أعلن وزير الصّناعة والتجارة الروسي في منتصف نيسان/أبريل عن اختبار دبّابة من طراز T-14 في سوريا.
    • تبلغ كلفة نداء الأمم المتحدة الحالي للاستجابة لفيروس كورونا 6.7 مليار دولار وفقًا للأمم المتحدة. ويعيش مليارا شخص في الدول المتضرّرة من النزاعات وفقًا للمراجعة الإنسانيّة العالميّة للأمم المتحدة لعام 2019.
    • لم تتوقف مبيعات الأسلحة الفرنسيّة في إطار النزاع في اليمن.
    • قد تتوقّف المساعدات المنقذة للأرواح التي تقدّمها منظّمة أوكسفام، بما في ذلك أكبر شبكة لتوزيع الماء في البلاد خارج بانغي في جمهورية أفريقيا الوسطى، بسبب تصاعد العنف.