بلغت صادرات الأسلحة لدول مجموعة العشرين للمملكة العربية السعودية ثلاثة أضعاف المساعدات الإنسانية لليمن، وذلك مُنذ العام 2015 وحتى اليوم

الثلاثاء, نوفمبر 17, 2020

 

صرّحت منظمة اوكسفام اليوم بأن أعضاء عدة ضمن دول مجموعة العشرين قد قاموا بتصدير أسلحة تزيد قيمتها على ال17 مليار دولار أمريكي للمملكة العربية السعودية مُنذ أن انخرطت في الصراع في اليمن عام 2015، بينما لم تمنح هذه الدول سوى ثُلث هذا المبلغ لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أكبر أزمة إنسانية في العالم في اليمن.

ومن المقرر أن يجتمع رؤساء دول مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا الأسبوع في القمة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية هذا العام، كما انه من المحتمل ان تخضع مبيعات الأسلحة إلى الدول الخليجية لتدقيق جديد من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، والذي صرّح بشكل رسمي بأنه سيوقف مبيعات الاسلحة للسعودية والتي تغذي الحرب في اليمن.


بعد خمس سنوات من الصراع، فإن اليمن قد باتت تعاني بالفعل من أزمة إنسانية تُعتبر الأكبر في العالم، حيث ان 10 ملايين شخص يعانون من الجوع ، بالإضافة إلى أن اليمن تُعاني من أكبر تفشي للكوليرا في التاريخ المُسجل، في الوقت نفسه نصف المستشفيات فقط تعمل بشكل كامل في البلاد. هذا وقد ذكرت منظمة أوكسفام في أغسطس من هذا العام، بأنه قد كانت هناك غارة جوية واحدة كل عشرة أيام على المستشفيات والعيادات والآبار وخزانات المياه وذلك طيلة فترة الحرب.

من جانبٍ آخر، فقد أدى فيروس كورونا إلى تفاقم هذه الظروف الأليمة، وعلى الرغم من ذلك، فإن خطة الإستجابة الإنسانية للأمم المتحدة الخاصة بتوفير المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية تُعتبر ضعيفة إلى أبعد مدى. فيما انه لم يتم تمويل سوى 44٪ فقط من خطة الإستجابة الإنسانية لهذا العام.

إن قرار المملكة العربية السعودية لقيادة تحالف من ثماني دول لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن، قد تسبب في تفاقم الصراع الذي كانت هي فيه المسؤول الوحيد عن جميع الغارات الجوية على مدى أكثر من خمس سنوات. عند حساب إجمالي صادرات الأسلحة من قبل دول مجموعة العشرين إلى بعض الأعضاء في التحالف، فإن الرقم 17 مليار دولار يرتفع إلى 31.4 مليار دولار على الأقل بين عامي 2015 و 2019 ، وذلك بحسب اخر السجلات المتوفرة. الجدير بالذكر ان هذا الرقم يُعد اكثر بخمسة أضعاف مقارنة بالمبلغ الذي قدمته الدول الأعضاء في مجموعة العشرين لمساعدة اليمن بين عامي 2015 و 2020، فيما قدمت المملكة العربية السعودية 3.8 مليار دولار من المساعدات لليمن.

من جانبه، صرّح محسن صدّيقي ، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن: "بعد سنوات من الموت والنزوح والمرض ، يحتاج الشعب اليمني إلى مثل هؤلاء الأعضاء الأقوياء في المجتمع الدولي لجمع أطراف النزاع معًا للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، والعودة إلى المفاوضات الهادفة لتحقيق سلام دائم في اليمن."

 وأضاف: "إن تحقيق المليارات من عوائد صادرات الأسلحة التي تغذي الصراع في اليمن، مع توفير جزء صغير من ذلك كمساعدات لليمن، لهو أمر غير أخلاقي وغير منطقي. لا يمكن لأغنى دول العالم أن تستمر في جني الأرباح على حساب الشعب اليمني ".

على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد من قبل التحالف السعودي في أبريل من هذا العام، إلا ان القتال في جميع أنحاء البلاد لازال مُستمراً. فيما تعد محافظتا مأرب والجوف شمال البلاد الأكثر تضررا من الضربات الجوية ، بينما تشهد محافظة تعز وسط اليمن أسوأ قتال بري. هذا وقد تصاعد القتال في الآونة الأخيرة في مدينة الحديدة الساحلية، أهم نقطة دخول للأغذية والوقود والأدوية اللازمة لـ 20 مليون يمني في المحافظات الشمالية لمنع المجاعة وتفشي وباء الكوليرا مجدداً.

تقدم بعض دول مجموعة العشرين ، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، جزءًا صغيرًا من المساعدات مقارنة بقيمة صادرات شركات الأسلحة المحلية إلى المملكة العربية السعودية. البعض ، مثل اليابان، قدم مساعدات لليمن لكنه لم يصدر أسلحة إلى المملكة العربية السعودية في السنوات الخمس الماضية. دول أخرى، مثل الأرجنتين، لم تقدم أي مساعدات لليمن وكذلك لم تقم ببيع أسلحة للسعودية.

ابتسام صغير الرازحي ، معلمة سابقة تبلغ من العمر 35 عامًا وأم لثلاثة أطفال، تعيش مع أطفالها في أنقاض منزل العائلة في محافظة صعدة والذي دمرته الصواريخ ونيران المدفعية، كما قُتل زوجها في غارة جوية عام 2015.

تقول إبتسام: "لقد فقدت زوجي وفقد أطفالي والدهم. لقد فقدنا العائل الرئيس لأسرتنا، وبسبب الحرب فقدت راتبي أيضًا، أي أملنا الوحيد للعيش بكرامة."

وأضافت: "لقد انخفضت نسبة المساعدات الإنسانية بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية. الآن نحصل على السلات الغذائية كل شهرين بدلاً من كل شهر. أناشد العالم أن يرحم أطفال اليمن وان يوقف هذه الحرب. لقد سئمنا من العيش تحت وطأة الحرب لسنوات، لقد فقدنا كل شيء جميل في حياتنا، حتى الأمل البسيط بأن ننعم بالسلام فقدناه ".

// إنتهى

 

ملاحظات للمحررين:

  • رابط للصور / دراسات الحالة التي قامت بها منظمة اوكسفام: https://bit.ly/3kAM7Wu
  • تم الحصول على البيانات المتعلقة بقيمة صادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية ودول التحالف الأخرى من قاعدة بيانات نقل الأسلحة لمعهد SIPRI.  ويشمل الصادرات لعامي 2015 و 2019. https://www.sipri.org/databases/armstransfers
  • تم الحصول على البيانات المتعلقة بحجم المساعدات الممنوحة لليمن من خدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.  https://fts.unocha.org/countries/248/summary/2020