بيروت: شهر منذ الإنفجار والالاف لا يمكنهم تحمل تكلفة حتى باب لمنازلهم المهدمة
مرّ شهر على انفجار بيروت الضخم ولا يزال عشرات الالاف من المتضررين الأشد ضعفاً غير قادرين على إعادة بناء منازلهم المهدمة، حيث باتت كلفة شراء الباب الواحد تعادل راتب شهرين من الحد الادنى للأجور، حذرت منظمة أوكسفام اليوم.
أدى إنعدام المساواة المتجذر، والتضخم الهائل وتفشي جائحة كورونا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها عشرات الالاف ما يجعل تعافيهم شبه مستحيل.
"لقد جعل التضخم المالي الهائل تأمين كلفة المواد الأساسية لإعادة بناء المنازل والشركات مستحيلاً بالنسبة للالاف الذين كانوا يعانون حتى قبل الإنفجار. وبينما يعادل الحد الأدنى للأجور 450 دولار أمريكي، باتت كلفة تركيب نافذة واحدة تصل إلى 500 دولار، أما كلفة تركيب الباب فتصل الى 1000 دولار. تحتاج هذه العائلات إلى مساعدات عاجلة لتتعافى من هذه الكارثة وإعادة بناء حياتهم"، يقول بشير أيوب، مدير السياسات بمنظمة أوكسفام في لبنان.
جاء الإنفجار في الوقت الذي كان فيه آلاف الأشخاص في لبنان على حافة الهاوية بالفعل. كان ما يقدر بحوالي 50 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وانخفضت قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 80 بالمائة منذ تشرين الاول/ اكتوبر، كما تم التخلي عن العاملات المهاجرات و طردهن إلى الشوارع، وكان من المستحيل تقريباً الحصول علي النقد، وحالت التدابير التقييدية لاحتواء جائحة كورونا دون وصول العمال العرضيين الى وظائفهم.
"يقدر عدد الذين خسروا وظائفهم بعد الإنفجار بحوالي 70 الف. وتدمر نصف منشآت البيع بالجملة والتجزئة والمرافئ السياحية القريبة من موقع الإنفجار.
إن غالبية السكان في المناطق الأكثر تضرراً هم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة الذين يتقاضون الحد الأدنى للأجور أو أقل. وقد فقد غالبيتهم وظائفهم بالميناء أو بالشركات والمؤسسات في المناطق المدمرة. كثير من الناس غير قادرين على تأمين لقمة عيشهم، ناهيك عن إصلاح منازلهم" يضيف أيوب.
ومع إرتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في لبنان، فإن تكلفة الفحص الواحد تبلغ 100 دولار أمريكي والتي يصعب على العديد من الناس تأمينها.
تعمل أوكسفام مع المنظمات اللبنانية لضمان الوصول إلى الفئات الأكثر تهميشاً في بيروت ولتقديم الدعم اللازم لتعافيهم من أثار الإنفجار.
وستركز خطة إستجابة منظمة أوكسفام وشركاؤها على دعم القيادة المحلية، وستعطي الأولوية للوصول الى الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، وكبار السن، والنساء والفتيات اللواتي أكثر عرضة للعنف بسبب تواجدهن في منازل غير آمنة، إلى جانب العاملات المهاجرات، واللاجئين، وأعضاء مجتمع الميم.
وتقدم خطة الإستجابة التي يقودها شركاء أوكسفام الدعم لأكثر من 9000 شخص، من خلال المساعدات النقدية والغذائية، والخدمات الطبية، والدعم النفسي والقانوني وإعادة ترميم المنازل والشركات.
لكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لكي تبدأ بيروت بالتعافي. تقول سيلين الكيك، أخصائية إجتماعية في منظمة "كفى" إحدى شركاء أوكسفام، إن الصدمة النفسية جراء الإنفجار ستستمر لفترة طويلة حتى بعد ترميم الدمار في المباني. "لقد أثر إنفجار الميناء علينا جميعاً، ولكن بشكل خاص علي النساء اللواتي كنّ بالفعل أكثر تهميشاً. نحن نقدم الدعم الإجتماعي والقانوني، فضلاً عن المساعدات النقدية للأشخاص الذين فقدو وظائفهم أو منازلهم. “
تدعو أوكسفام إلى توزيع عادل وشفاف للمساعدات الإنسانية لضمان وصول الدعم الأساسي للمجتمعات المهمشة والأكثر ضعفا وللأشخاص غير القادرين على التعافي وبناء منازلهم دون مساعدات.
"إنه من المقلق رؤية تفاقم إنعدام المساواة والمعاناة خصوصاً لدى الفئات الأكثر ضعفا في لبنان، مثل اللاجئين والعاملات المهاجرات وكبار السن ومجتمع الميم ، والذين من المرجح أن يزدادوا تهميشاً جراء تلك الكارثة"، أضاف أيوب.
- الحد الأدنى للأجور في لبنان هو 675,000 ليرة لبنانية والذي كان يساوي 450 دولار أمريكي في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
- تكلفة المتر المربع الواحد من الزجاج (6 ملمتر) كانت 16 دولار أمريكي قبل الإنفجار. بعد 4 آب/اغسطس، ومع إرتفاع الأسعار في الأسواق، حددت وزارة الإقتصاد اللبنانية سعر المتر المربع من الزجاج مع إطار ألمنيوم ب 500 دولار.
- يتراوح سعر أبواب المنازل مع قفل ذا جودة جيدة بين 700- 1000 دولار أمريكي
- للإستجابة لتداعيات إنفجار بيروت تعمل منظمة أوكسفام مع 11 منظمة لبنانية شريكة لتقديم المساعدات الطارئة كتوزيع المساعدات الغذائية والنقدية، وترميم المنازل، وتقديم الإستشارات القانونية، والدعم النفسي- الإجتماعي والخدمات الطبية. وتقدم المساعدات إلى العائلات والأفراد في المناطق المتضررة ومن ضمنهم النساء والفتيات، مجتمع الميم، الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، والعاملات والعمال المهاجرات/ين.
- شركاؤنا في خطة الإستجابة في بيروت هم المركز اللبناني لحقوق الإنسان، منظمة كفى- عنف وإستغلال، حركة مناهضة العنصرية، بسمة وزيتونة، الإتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً، المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين، جمعية حلم، المفكرة القانونية، منظمة مدى، ارك انسيال، تضامن الناس والذي تستضيفه منظمة سميكس.
- تعمل منظمة أوكسفام منذ آذار/مارس على الإستجابة لوباء كوفيد-19 لتلبية إحتياجات المجتمعات المهمشة في البقاع. وبالشراكة مع منظمات محلية، تواصل أوكسفام توزيع المياه والصابون ومواد التعقيم على مخيمات اللاجئين السوريين.
- تنفذ أوكسفام برامج المواطنة النشطة والحوكمة الرشيدة، والعدالة الإقتصادية إلى جانب البرنامج الإنساني.
- تعمل أوكسفام في لبنان منذ عام 1993 وتقدم المساعدات الإنسانية للأفراد المهمشين والمتأثرين بالنزاع، وتدعم النمو الإقتصادي والحوكمة الرشيدة على المستويين المحلي والوطني، وتدعم حقوق النساء من خلال العمل مع الشركاء المحليين. كما تعمل أوكسفام مع شركائها المحليين على تعزيز الحماية والتمكين للنساء والرجال المهمشين.
- يستضيف لبنان العدد الأكبر من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان والذي يصل الي واحد من أصل 4 أشخاص. في إطار خطة إستجابة لبنان للأزمة السورية، تقدم أوكسفام الماء وادوات التعقيم، والمساعدات النقدية الطارئة للاجئين واللبنانيين الأكثر فقراً، كما تساعد اللاجئين قانونياً، وتدعم المؤسسات الصغيرة وخلق فرص العمل في القطاع الخاص. وتعمل منظمة أوكسفام حالياً في شمال لبنان، بمنطقة البقاع، و بالمخيمات والتجمعات الفلسطينية.
سحر البشير، مسؤولة التواصل والإعلام في منظمة أوكسفام في لبنان
+961 81 312577
Skype: sahar.albashir