تشكل جائحة كورونا المعروفة ب "كوفيد 19" تحديًا جديدًا لبلدٍ دمرته الحرب فعليّاَ

الثلاثاء, مارس 24, 2020

حذّرت مُنظمة أوكسفام اليوم من تصاعد حِدة القتال في اليمن، وكذلك حذّرت من إقتراب موسم الأمطار والتشديدات المفروضة على الحدود مؤخراً بسبب جائحة كوفيد١٩ العالمية.
كما نوّهت المُنظمة من انه لاتبدو هُناك نهاية جلية في الأفق لعدد القتلى والمرضى والنزوح اليومي بعد خمس سنوات من تصاعد النزاع وحتى اليوم.

لقد قُتل مدنياً واحداً كُل ثلاث ساعات ونصف بسبب القتال وذلك مُنذ أن دخل التحالف السعودي الحرب لدعم الحكومة المُعترف بها دولياً ضد الحوثيين. واستسلم الكثيرون في ذلك الوقت للأمراض والجوع.

خلال كُل ساعة من السنوات الخمس الماضية،

- اضطر أكثر من 90 شخصًا إلى الفرار من منازلهم ،
- تم الإبلاغ عن أكثر من 50 حالة كوليرا مُشتبه بها،
- زاد عدد الأشخاص الذين يُعانون من الجوع بأكثر من 100 شخص.

يُشكل فيروس كورونا تحديّاً جديداً لليمن. لقد تم إيقاف الرحلات الجوية من وإلى البلاد، مما حد من حركة بعض عُمال الإغاثة الذين يستجيبون للأزمة الإنسانية. فقط 50٪ من المراكز الصحية في اليمن تعمل، وحتى المراكز المفتوحة تواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمُعدات والموظفين. لا يحصل حوالي 17 مليون شخص - أكثر من نصف السكان - على المياه النظيفة.

ومن جهةٍ أُخرى، فأنهُ من الممكن أن يتسبب موسم الأمطار القادم في إرتفاع لتفشي وباء الكوليرا في اليمن، والذي سجل أكبر عدد من الحالات المُشتبه بإصابتها في أي بلد في عام واحد، وذلك في 2017 وكذلك 2019.

ومن جانبهِ فقد صرّح مُحسن صدّيقي، مُدير مكتب مُنظمة أوكسفام في اليمن: "في حين أن المُجتمع الدولي يهتم بكل حرص فيما يتعلق بحماية مواطنيه من فيروس كورونا، فإنه كذلك يتحمل المسؤولية كاملة تجاه الشعب اليمني."

واضاف صدّيقي: "بعد خمس سنوات من الموت والمرض والنزوح، وفي مواجهة التهديد المُتزايد من وباء عالمي، يحتاج اليمنيون بشدة إلى ان توافق جميع الأطراف المُتحاربة على وقفٍ فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، والعودة إلى المفاوضات لتحقيق سلام دائم."

بين 26 مارس 2015 و 7 مارس 2020 ، قُتل ما يقدر بـ 12366 مدنيّاً في القتال. بعد إنخفاضٍ للأعمال العدائية قُرب نهاية العام 2019، تصاعد القتال مرة أخرى عبر محافظات صنعاء ومأرب والجوف في يناير وفبراير من لهذا العام.

هذا وتُقدر الأُمم المُتحدة أن 35 ألف مدني اضطروا إلى الفرار من منازلهم نتيجةً لذلك. لينضموا إلى أكثر من أربعة ملايين يمني أُضطِروا للنزوح إلى مُخيماتٍ مؤقتة أو مُجتمعاتٍ أخرى مُضيفة في جميع أنحاء البلاد وذلك مُنذ العام 2015. هذا يعني أن أكثر من 90 شخصاً قد أُضطروا للفرار من منازلهم في كُل ساعةٍ من النزاع على مدى السنوات الخمس الماضية.

مُنذ بداية تفشي وباء الكوليرا في العام 2017، كان هُناك أكثر من 2.3 مليون حالة مُشتبه بإصابتها بالمرض - أي أكثر من 50 حالة في الساعة الواحدة، وذلك على مدى السنوات الخمس الماضية. مع بدء موسم الأمطار المُتوقع في أبريل، من المُرجّح أن ترتفع الحالات مرة أخرى. في حين بأن توقعات مُنظمة أوكسفام، تُشير إلى أنه قد يكون هُناك ما يزيد قليلاً عن المليون حالة في العام 2020.

الجديرُ بالذكر بأن عدد الأشخاص الذين يُعانون من الجوع قد إرتفع بنسبة 4.7 مليون شخص في السنوات الخمس الماضية - أي أكثر من 100 شخص في كُل ساعة.

وأضاف مُحسن صديقي: “العالم يعرف كيفية الوقاية من وعلاج الكوليرا والجوع - هذه ليست أمراضٌ جديدة. إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي من صُنع الإنسان بالكامل، ليس بسبب الأطراف المُتحاربة فحسب، بل أيضًا بسبب أولئك الذين يختارون إضافة الوقود إلى النار من خلال توفير الأسلحة لهم ".

 

ملاحظة إلى الناشرين: 

- بتوجيه من مُنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة اليمنية، تُخطط مُنظمة أوكسفام للإستجابة لمخاطر فيروس كورونا Covid-19 في اليمن، وذلك من خلال تدريب المُتطوعين الصحيين المُجتمعيين على زيادة الوعي بالفيروس وكيفية الوقاية منه.

- تم توفير البيانات المُتعلقة بعدد القتلى المدنيين من خلال مشروع بيانات موقع الأحداث وبيانات النزاع (ACLED).

- البيانات المتعلقة بعدد النازحين تم إبرازها والحصول عليها من مصفوفة تتبُّع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة. تشير تقاريرهم إلى أن 4.03 مليون شخص على الأقل نزحوا في اليمن بين 26 مارس 2015 و 7 مارس 2020

- تم جمع البيانات عن عدد حالات الكوليرا المُشتبه بإصابتها من مُنظمة الصحة العالمية. والتي تُظهر بأن هناك 2،325،812 حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا مابين 26 مارس 2015 و 5 مارس 2020.

- تم أخذ البيانات عن عدد الأشخاص المُصنفين على أنهم يُعانون من نقص التغذية من مُنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأُمم المتحدة لحالة انعدام الأمن الغذائي في العالم، والتي أظهرت في الفترة بين ديسمبر 2014 وديسمبر 2019 زيادة من 6.3 مليون شخص إلى 11 مليون شخص.