عشرات الملايين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معرضون لخطر الجوع بسبب الوباء والصراعات من حولهم

الجمعة, أكتوبر 16, 2020

بعد ستة أشهر من تحذير منظمة أوكسفام بأن فيروس كورونا  سيتمكن من التحول إلى فيروس الجوع وبفترة قصيرة، يُظهر تحليل جديد لأوكسفام في يوم الغذاء العالمي بأن إستجابة المجتمع الدولي لإنعدام الأمن الغذائي حول العالم لم تكن كافية على الإطلاق.

يظهر تقرير أوكسفام والذي يحمل عنوان "لاحقا سيكون متأخر جدا"  بأنه لم يقم المانحون لغاية الآن من تقدمة أي أموال لجهاز "المساعدة الغذائية المتعلقة بـ كوفيد"  المتضمن في النداء الإنساني للأمم المتحدة البالغ 10.34 مليار دولارا. هذا على الرغم من أن أكثر من 55 مليون شخص في سبعة من البلدان الأكثر تضرراً يواجهون مستويات حادة جدا من انعدام الأمن الغذائي.

في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث من المتوقع أن يقع ما يقدر بنحو 45 مليون شخص في براثن الفقر بسبب الوباء ، يتم تمويل الاستجابة لنداء كوفيد19 بنسبة أقل من 50 في المائة في البلدان التي تعمل فيها منظمة أوكسفام تحديدا.

تقول منسقة الشؤون الإنسانية الإقليمية لمنظمة أوكسفام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، روث جيمس " كان الناس في جميع أنحاء المنطقة على شفا المجاعة قبل إنتشار وباء كورونا بسبب أعوام من الحروب والنزاعات، والافتقار التام لخيارات العمل ، وضعف أنظمة الحماية الاجتماعية التي تعتمد بشكل كبير على شبكات الأمان ، فضلاً عن ترسيخ الفقر والامساواة. حيث استنفد معظم الناس مدخراتهم وأصولهم منذ سنوات. في حين أن عمليات الإغلاق في جميع أنحاء المنطقة ستساهم في صعوبة الحصول على الطعام أو شراءه."

تشهد المنطقة تهديدات جديدة للأمن الغذائي للناس في ظل النزاعات طويلة الأمد، وحالات النزوح الجماعي، وحالات الطوارئ الإنسانية والإنمائية، بالإضافة إلى تزايد عدم المساواة والأزمات الاقتصادية.

أدت تدابير الوقاية من فيروس كورونا ، مثل القيود على الحركة ، في العراق إلى ترك المجتمعات الضعيفة بالفعل عرضة لخطر الجوع، حيث يعاني 2.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي هناك. أما عن اليمن، أحد البلدان السبعة الأكثر تضررًا في العالم، قدرت الأمم المتحدة بأن 20.1 مليون  من أصل 28.5 مليون نسمة ، ليس لديهم ما يكفي حاجتهم من الطعام.

أفاد الأشخاص الذين يعيشون في سوريا أنهم يعتمدون حمية "الضروريات" والتي تعتمد على الخبز والأرز والخضروات فقط ، في حين زادت تكلفة الخبز المدعوم أساسا بنسبة 31 في المائة في الأشهر الأخيرة. كما أن لبنان، الذي هزته أزمة العملة والوباء ثم الانفجار الهائل الذي دمر مساحات شاسعة من العاصمة، شهد قفزة في أسعار المواد الغذائية الأساسية. حيث ارتفعت تكلفة الخضار بنسبة 56 في المائة ، والبيض بنسبة 96 في المائة واللحوم 167 في المائة منذ العام الماضي.

ساعدت منظمة أوكسفام 2.4 مليون شخص على التعايش مع تبعات الوباء، وتوفير المياه ومستلزمات النظافة ودعم سبل العيش وتوفير الطعام. كما تدعو المنظمة إلى التغيير المنهجي حتى لا يقع الأشخاص الأكثر ضعفًا في هاوية الفقر.

أضافت رووث جيمس: "يجب على المجتمع الدولي أن يمول بالكامل نداء الأمم المتحدة الآن وأن يرافق ذلك بأقوى جهد سياسي لدعم دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار العالمي. يجب كسر الحلقة غير المنتهية بين الصراعات والجوع "

  في مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، والتي تعاني من مشاكل في الأمن الغذائي، كان عدد الأسر القادرة على اتباع نظام غذائي صحي ضئيل بنسبة 44 في المائة في ديسمبر من العام الماضي. وبحلول نيسان (أبريل) الماضي انخفض الرقم بشكل كبير إلى 23 في المائة.

بالنسبة إلى داجنا ، اللاجئة الصحراوية البالغة من العمر 45 عامًا والتي أمضت حياتها بأكملها في المخيمات الصحراوية، فإن تقليل وجبات الطعام بشكل غير إعتيادي هو الأمر الأحدث في أربعة عقود من استراتيجيات المواجهة لمكافحة الجوع.

“عانينا نقص الطعام منذ اليوم الذي أتينا فيه إلى هنا. كنا نظن أن كل ذاك كان هو الشعوربالجوع، لكن من بعد الوباء ظهرت أمامنا عقبات كبيرة وأمسى الوضع أصعب بكثير".

ملاحظة إلى الناشرين: 
  • تقرير "لاحقا سيكون متأخرا جدا" متوفر هنا

https://www.oxfam.org/en/research/later-will-be-too-late

  • قراءة عن  الغذاء والجوع في المخيمات الصحراوية

https://oxfam.box.com/s/m4onsuhj6v7mdne50inkebwd54st9awv