لا يمكن التوصل إلى سلام حقيقي وعادل للفلسطينين والإسرائيليين ما لم يتم إستخلاص العِبَر والدروس من الماضي

الاثنين, نوفمبر 18, 2019
شعار أوكسفام

صرحت منظمة أوكسفام في تقرير جديد لها بعنوان: "من الفشل إلى العدل" إن أي عملية سلام جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين سوف تخفق ما لم يتم الإستفادة واستخلاص العِبَر و الدروس من الماضي.

بعد مضي أكثر من ربع قرن على توقيع اتفاقيات أوسلو، وفي أعقاب أعمال العنف المدمرة في غزة، قالت أليسون مارتن مديرة السياسات والحملات في أوكسفام بإنه يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لاستمرار التقدم في تحقيق عملية سلام مستدامة والحيلولة دون زيادة حدة الصراع:

"أن عمليات التصعيد المفجعة لأعمال العنف في غزة وفي المناطق القريبة منها يشكل تحذيراً لنا جميعًا: إذ لم يعد بمقدور الفلسطينيين والإسرائيليين التحمل أكثر من ذلك لتحقيق سلام عادل ينعم الجميع بالعيش تحت ظلاله. فقد انقضت ستة وعشرون سنة من المحاولات التي أخفقت في إحلال السلام، ما نتج عنه الحرمان من الحقوق الأساسية وحلقة لا نهاية لها من أعمال القتل والتدمير. وعليه، يتعين بذل المزيد من الجهود لمنع الصراع والتصدي لأسبابه الجذرية وإحراز تقدم نحو عملية سلام وحالة من الإستقرار طويل الأمد.

وأضافت مارتن "لقد حان الوقت لمعرفة أسباب عدم نجاح العمليات السابقة، وما يلزم تغييره لضمان تقديم نهج جديد أكثر شمولية وعدالة واستدامة ".

لضمان عدم ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبت في عمليات السلام الماضية، وجدت منظمة أوكسفام أنه ينبغي أن تتجذر المفاوضات الجديدة على حقوق الإنسان وأن تنطلق من قواعد القانون الدولي، وأن تكون خاضعة للمراقبة من قبل أطراف ثالثة، كما ينبغي وضع جدول زمني واضح للمفاوضات في إطار الخضوع للمساءلة في حين تجاهلها، والحرص على إشراك النساء والشباب والفئات المهمشة في تلك العملية.

كما قالت مارتن: "لم تمنع عملية السلام حتى الآن من الاستمرار في وقوع انتهاكات بحق القانون الدولي، ولم تلتزم بمبادئ إنكار الحقوق والحريات، كما أنها تجاهلت أولئك الذين يشكلون عاملاً أساسياً في نجاحها".

يعتمد بحث أوكسفام على مقابلات مع أولئك الذين لهم روابط وثيقة مع عملية اتفاقيات أوسلو. ويحدد التقرير العيوب الأساسية ويقدم طريقًا ونموذجًا واضحًا لضمان أن تؤدي أي عملية جديدة في نهاية المطاف إلى سلام حقيقي.

حيث أشارت المقابلات إلى أن عمليات السلام السابقة قد تجاهلت المبادئ الأساسية للشمولية وحقوق الإنسان، إذ أنها أتاحت الإفلات من العقاب فيما يتعلق بانتهاكات القانون الدولي الإنساني، وهيأت بيئة من شأنها ان تفاقم ارتكاب الأعمال الإرهابية والاعتماد على المساعدات بدلاً من أن تخففها.

وما توصل إليه البحث أن الأمر الذي أدى إلى عقود طويلة من الظلم والعنف هو تجاهل الحقوق في البداية ثم نسيانها. فمنذ توقيع اتفاقيات أوسلو، تضاعف عدد المستوطنين الإسرائيليين في المستوطنات غير القانونية إلى أربعة أضعاف، كما تم بناء مئات الكيلومترات من المسار المزمع للجدار، وحصار مليوني شخص في غزة ممن يعانون من معدلات بطالة مرتفعة تكاد تصل إلى 52٪ ؛ 74.5٪ بين النساء و69٪ بين الشباب. كما يجب التنويه إلى أن الانقسام السياسي بين الفصائل الفلسطينية قد أدى فعلا إلى إضعاف آفاق عملية السلام.

وقد قالت السيدة مارتن: "إن المجتمع الدولي هو المسؤول عن الفشل الذريع لعملية السلام. ولا يمكن له أن يقف مكتوف اليدين أمام تلك المآسي الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها الفلسطينيون والإسرائيليون بتحمل عقدين آخرين من الوعود الزائفة والسلام الفاشل".

ويمكن الاطــلاع علـى التقريــر باللغة الإنجليزية على  الرابط التالي: https://www.oxfam.org/en/research/failed-fair