خمس عشر مليون يمني يشهدون انقطاعاً حادّاً لإمدادات المياه إبان أزمة الوقود
يواجه اليمنيون انقطاعاً شديداً في إمدادات المياه، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا وذلك بسبب أزمة الوقود الحالية حسبما أظهره تحليل أجرته وكالات الإغاثة ، بما في ذلك أوكسفام.
اضطر 11 مليون شخص يعتمدون على المياه التي توفرها شبكات المياه المحلية بالإضافة الى أربعة ملايين شخص آخرون يعتمدون على المياه التي تنقلها الشاحنات إلى خفض استهلاكهم اليومي بشكل كبير منذ ارتفاع أسعار الوقود في سبتمبر وذلك في ثلاث مدن رئيسية وهي ، إب ، ذمار ، والمحويت والتي يقطنها حوالي 400,000 شخص فيما أُجبرت شبكات المياه المركزية على الإغلاق التام.
هذا وقد اضطرت منظمة أوكسفام إلى قطع المياه التي توفرها عبر الشاحنات عن آلاف المستفيدين بسبب الزيادة في أسعار الوقود، فيما تعمل شبكات المياه التي بنتها منظمة أوكسفام ، والتي تزود ربع مليون شخص ، بنحو 50 في المائة فقط من طاقتها.
يعد الحصول على المياه النظيفة مسألة حياة أو موت في اليمن ، خاصة بالنسبة لأكثر من سبعة ملايين شخص يعانون بالفعل من سوء التغذية ، حيث تنتشر الأمراض التي تنقلها المياه. شهدت البلاد واحدة من أسوأ حالات تفشي الكوليرا في التاريخ الحديث. منذ أبريل 2017 ، كان هناك أكثر من مليوني حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا وأكثر من 3700 حالة وفاة.
أزمة الوقود الحالية هي أحدث مثال على استخدام الأطراف المتحاربة للاقتصاد كسلاح حرب. ظلت إمدادات الوقود مشكلة مستمرة في اليمن ، لكنها تصاعدت بشكل كبير في الشهر الماضي بعد القيود الإضافية على الواردات التي أعلنتها الحكومة المعترف بها دوليًا، كما ان سلطات الامر الواقع تفرض قيوداً على الواردات.
نتيجةً لذلك ، لم تعد ترسو السفن التي تحمل الوقود في ميناء الحديدة مما ادى الى ارتقاع اسعار الوقود بسبب نقص الإمدادات. في صنعاء ، يبلغ سعر لتر البنزين الآن ثلاثة أضعاف السعر الذي كان عليه في شهر أغسطس.
هذا ومن جانبه فقد صرّح محسن صدّيقي ، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن: "أزمة الوقود هذه تؤثر على كل مجال من مجالات حياة الناس، ولكنها ليست أكثر أهمية من نقص المياه النظيفة. بالنسبة للملايين من اليمنيين الذين يصارعون الجوع والمرض بشكل حقيقي للبقاء على قيد الحياة، فإن المياه النظيفة تُعتبر شريان الحياة الذي يتم الآن قطعه. إن استخدام الاقتصاد اليمني كأحد اسلحة الحرب يمثل قسوة أخرى يتعرض لها الشعب اليمني الذي أجبر على تحمل أربع سنوات من الصراع."
يعتبر الوقود مكون اساسي لتوفير المياه النظيفة في اليمن، حيث يعتمد الكثير من الناس على المياه الجوفية التي يتم ضخها إلى السطح بواسطة المضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية والوقود. آخرون ، لا سيما الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم للعيش في مخيمات للنازحين، يعتمدون على المياه التي تجلبها الشاحنات والتي تعمل بالديزل.
كانت اليمن بالفعل واحدة من أكثر دول العالم التي تعاني من ندرة المياه قبل تصاعد الصراع في عام 2015. ومنذ ذلك الحين ، تعرضت ما لا يقل عن ثماني شبكات مياه قامت منظمة أوكسفام بإنشاءها لأضرار أو دمرت تماماً بسبب النزاع، مما أدى إلى قطع إمدادات المياه لأكثر من ربع مليون شخص.