15 عاما من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة ولا حلول سياسية تلوح في الأفق
أمضت الأمم المتحدة وجميع الأطراف الإنسانية الأخرى 15 عامًا في تقديم الدعم الإنساني إلى 2.1 مليون فلسطيني محاصرين داخل قطاع غزة، ومع ذلك، لم يظهر أي عمل سياسي جماعي أو حتى إرادة لحل هذه الأزمة.
خلال تلك السنوات الخمسة عشر، أنفق المجتمع الدولي ما يقارب 5.7 مليار دولار في غزة فقط من اجل المساعدة في الحفاظ على صمود السكان في ظل ظروف صعبة جدا.
في ذكرى مرور 15 عامًا على الحصار، صرّحت غابرييلا بوشر، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية: " لقد أصبحت جهود الإغاثة الإنسانية والتي كان من المفترض أن تكون مؤقتة الى القطاع ضرورة يومية. نحن مجبرون بشكل جماعي على أن نكون إحدى دعامات هذا السجن الكبير في الهواء الطلق".
وأضافت بوشر: "اليوم، يعتمد سبعة من كل عشرة أشخاص في غزة على المساعدات الإنسانية، يجب على ذلك أن ينتهي فوراً. نحن نتطلع إلى الأمين العام للأمم المتحدة شخصيًا لجعل الرفع الفوري للحصار عن غزة أولوية. إن سيطرة إسرائيل كاملة وتمتد إلى مستويات عقابية ومتغطرسة - مثل حظر تصدير الطماطم في غزة ما لم يتم إزالة قممها الخضراء، مما يمنع من الاحتفاظ بها طازجة."
في هذا الشهر، تنضم أوكسفام اليوم إلى حملة المجتمع المدني #OpenUpGaza15، فتؤكد بوشر: " نحن بحاجة إلى وقف مأساة غزة من الاستمرار في استنزاف فرحة ومشاعر وتطلعات شبابها سنة بعد أخرى. من الضروري أن نساعد الجيل القادم حتى لا يضيع بسبب الحصار. أكثر من 800 ألف شاب فلسطيني أمضوا حياتهم كلها محاصرين داخل غزة، دون الحصول على فرص للخروج وتحقيق أحلامهم."
هؤلاء الشباب يجدون صعوبة في الحصول على عمل، حيث وصلت نسبة البطالة بين صفوف الشباب الى حوالي 63%. والأمر أسوأ بالنسبة للشابات – حيث أربعة من اصل خمسة شابات لا يجدن عملاً مدفوع الأجر. وبذلك اصبح لدى غزة احد أعلى معدلات البطالة في العالم.
من جانبه، فقد قال مدير مكتب منظمة أوكسفام في الأراضي الفلسطينية المحتلة شين ستيفنسون: "معظم القيود الإسرائيلية سببها السياسة وليس بالأمن. إن العائلات الفلسطينية في غزة تُعاقب بشكل جماعي وغير قانوني." وأضاف ستيفنسون: "إسرائيل تحظر تصدير عجينة التمر والبسكويت والبطاطا المقلية. لقد منعت بيانات معدات الاتصالات الخاصة بالهاتف للجيل الثالث والرابع 3G, 4G كما منعت نظام الدفع الإلكتروني باي بال. هذا ليس مكانًا يُتوقع فيه أن يزدهر الشاب ويجدوا السعادة."
#OpenUpGaza15 يعرض قصصًا من الحياة اليومية لخمسة عشر شابًا وشابة حول الحرمان اليومي والقيود التي يتعين عليهم التعامل معها من أجل متابعة حياتهم اليومية وقضاء مصالحهم.
فعلى سبيل المثال أحمد أبو دقة، 15 عامًا ، يعتبر طالبا متفوقا في العلوم لكنه يخشى أن ينهي دراسته التي تبلغ 12 عامًا دون أن يرى مجهرًا في مختبر مدرسته.
من جانب اخر لدى علاء أبو صليح، 23 عاما، إعاقة جسدية منذ ولادته. قبل بضع سنوات، تعطلت لوحة التحكم في كرسيه المتحرك ولم يعد بإمكانه الحصول على كرسي جديد. إطارات الكرسي تبلى ويخشى من عدم قدرته على الحركة وقضاء حاجياته.
إن جهود منظمة أوكسفام الإنسانية والتنموية في غزة تتعرض لتقويض مستمر بسبب القيود الإسرائيلية الخانقة على الخدمات وحركة الموارد والأفراد حيث 97٪ من المياه المنقولة بالأنابيب في غزة غير صالحة للشرب وإمداد الكهرباء مقيد بـ 12 ساعة في اليوم.
أكد ستيفنسون: "يجب أن تصبح الأمم المتحدة والدول الأعضاء وسطاء القوة الدبلوماسية اللازمين لإنهاء هذا الحصار الآن، يجب على جميع الأطراف الالتزام بخطة محددة زمنياً مع إجراءات وآليات مساءلة قوية. نحن نرفض قبول أن كل الجهود المبذولة للحفاظ على الحصار لمدة 15 عامًا لا يمكن تسخيرها للخير بدلاً من ذلك وليسجل التاريخ ذلك."