منصور من حلب
"لا أستطيع إلا أن أشعر بالأسى الشديد على أحفادي الذين لم يألفوا سوى الحرب خلال السنوات السبع الماضية "، هذا ما قاله منصور، متحدثاً عن أبناء عائلته الصغار، الذين لم يبلغ أكبرهم الثانية عشرة بعد.
منذ ما يقارب السبعة أشهر، اضطر منصور، 65 عاما،ً إلى النزوح من منطقة الباب الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال شرق حلب ، حيث أسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر والمساعدات الطبية أصبحت ترفاً، والعديد من أقاربه وأصدقاءه قضوا في الحرب، ليستقر مع عائلته المؤلفة من عشر أشخاص في غرب المدينة. وعلى الرغم من أن الوضع تحسن قليلاً منذ توقف الاقتتال، إلا أن الحصول على الخدمات الأساسية يشكل تحدياً للعائلات القاطنة هناك، وخاصة تلك المهجرة داخلياً.
خلال مطلع العام الحالي، بقي ما يقارب المليوني شخص في حلب لفترة طويلة من دون مياه شرب، حيث كان المصدر الرئيسي في نهر الفرات تحت سيطرة تنظيم داعش. وبعد استعادة الجيش السوري وحلفائه سيطرتهم على محطة مياه الخفسة على نهر الفرات ، ما زالت كميات المياه التي يحصل عليها سكان حلب لا تغطي الاحتياجات اليومية، فالانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي وضغط الضخ المنخفض للمياه، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالشبكة الرئيسية ونقص خزانات المياه على مستوى المنازل، كل ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على الأسر التي تضطر لشراء المياه من الصهاريج، أو السير لمسافات قد تكون طويلة للوصول إلى الآبار العامة.
يقول منصور: "لا أستطيع تقديم الكثير لعائلتي بسبب ضعف بصري، فتقع مهمة توفير المياه لجميع أفراد الأسرة على عاتق أحفادي الصغار، إذ يقومون برحلة يومية إلى أقرب بئر عام ليحملوا ما يستطيعون من ماء عائدين إلى المنزل".
يعتمد السوريون المهجرون داخلياً على خزانات ماء قديمة ذات جدران متصدعة أو أوعية غير محكمة الإغلاق لتخزين الماء ما قد يعرضهم للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه. وللحد من هذا العبء وضمان حصول الناس على كمية نظيفة وآمنة للشرب، قامت أوكسفام بتوزيع أكثر من 450 خزاناً منزلياً للمياه على المنازل في حلب، بما في ذلك منزل منصور.