يتضاعف خطر المجاعة إذ تجعل إسرائيل الاستجابة للمساعدات في غزة شبه مستحيلة
يتضاعف خطر المجاعة إذ تجعل إسرائيل الاستجابة للمساعدات في غزة شبه مستحيلة
– بحسب منظمة أوكسفام
بات ثلثا السكان يقتنون الآن في أقلّ من خمس مساحة قطاع غزة
قالت منظمة أوكسفام اليوم إنّ قصف إسرائيل الجوي والبري الذي لا هوادة فيه والعرقلة المتعمّدة للاستجابة الإنسانية يجعلان من المستحيل تقريبًا على وكالات الإغاثة الوصول إلى المدنيين/ات المحاصرين/ات والجائعين/ات في قطاع غزة، مع استمرار المفاوضات الأخيرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد أدّى مزيج قاتل من إغلاق المعابر الحدودية، واستمرار الغارات الجويّة، وانخفاض القدرة اللوجستية بسبب أوامر الإجلاء، وفشل عملية منح الأذون الإسرائيلية التي تعيق الحركة الإنسانية في قطاع غزة، إلى خلق بيئة مستحيلة لوكالات الإغاثة للعمل بفاعلية.
ومع إغلاق معبر رفح منذ يوم 6 مايو، فإنّ معبر كرم أبو سالم هو الوحيد الذي يمكن عبره إعادة توجيه آلاف شاحنات المساعدات الإنسانية التي اصطفت في رفح، إلا أنّه تحوّل الآن إلى منطقة قتال نشطة وشديدة الخطورة. ويعني طول التأخير في صدور الموافقة الإسرائيلية على استلام ونقل أي مساعدات قد تدخل أنّه غالبًا ما يتوجب إلغاء عمليات الارسال.
وقد فرّ أكثر من مليون شخص من رفح إلى المواصي ودير البلح وخان يونس. وتشير التقديرات الآن إلى أنّ 1.7 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، محشورون في مساحة 69 كلومتر مربع أي أقلّ من خمس مساحة القطاع. وعلى الرغم من التأكيدات الإسرائيلية بتقديم الدعم الكامل للأشخاص الفارين، فقد حُرم معظم قطاع غزة من المساعدات الإنسانية، مع اقتراب المجاعة. وفي الأسبوع الماضي، قتلت الهجمات الإسرائيلية عشرات المدنيين/ات في خيام في مناطق كانت قد أعلنت أنّها "آمنة".
ومع مزيد من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة وموت المزيد من الأطفال من الجوع والمرض، قالت منظمة أوكسفام إنّه:
- خلص استبيان بشأن الغذاء أجرته وكالات الإغاثة في مايو إلى أنّ 85 بالمئة من الأطفال لم يأكلوا ليوم كامل مرّة واحدة على الأقل في الأيام الثلاثة التي سبقت إجراء الاستبيان، مع تدهور التنوّع الغذائي.
- باتت الظروف المعيشية مروّعة لدرجة أنه لا يوجد في المواصي سوى 121 مرحاضًا لأكثر من 500,000 شخص – أي اضطرار 4,130 شخص إلى مشاركة مرحاض واحد فقط.
- لا يُسمح سوى بدخول نسبة 19 بالمائة فقط من 400,000 لتر وقود اللازمة يوميًا لتشغيل العملية الإنسانية في قطاع غزة - بما في ذلك النقل وتوفير الماء النظيف والتخلص من ماء الصرف الصحي - ولا تتم هذه العمليات بشكل يومي.
- وفقًا للأمم المتحدة، انخفضت شحنات المساعدات بمقدار الثلثين منذ غزو إسرائيل لرفح. ومنذ 6 مايو، لم تدخل سوى 216 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم وجرى تسلمها – أي بمعدل ثماني شاحنات في اليوم.
- يُقدّر أنّ مئات شاحنات الطعام التجارية تدخل يوميًا عبر معبر كرم أبو سالم. وعلى الرغم من أهمية الشحنات لزيادة توافر الغذاء في قطاع غزة، إلا أنّها تشمل مواد مثل مشروبات الطاقة غير المغذية والشوكولاتة والبسكويت، وغالبًا ما تباع هذه المواد بأسعار مبالغ فيها لا يستطيع الناس تحمّلها. ويُعدّ الافتقار إلى التنوّع الغذائي أحد الدوافع الرئيسية لسوء التغذية الحاد الذي جرى تقييمه على أنّه "حرج للغاية" في قطاع غزة.
- يدفع الناس ما يقرب من 700 دولار لشراء الخيام الضرورية ولم يتبق سوى مساحة ضئيلة للغاية، لدرجة أنّ بعض لأشخاص اضطروا إلى نصب خيام في مقبرة دير البلح.
وقالت سالي أبي خليل، مديرة مكتب منظمة أوكسفام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنّه "بحلول الوقت الذي تُعلن فيه المجاعة، سيكون الأوان قد فات. وعندما يحصد الجوع المزيد من الأرواح، لن يتمكن أحد من إنكار الأثر المروّع لعرقلة إسرائيل المتعمدة وغير القانونية والقاسية للمساعدات. إنّ عرقلة وصول أطنان من الطعام للسكان الذين يعانون من سوء التغذية مع السماح بدخول كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين والشوكولاتة أمر مقزّز.
وكانت إسرائيل قد ادّعت قبل أسابيع أنها ستقدّم الدعم الإنساني الكامل والمساعدة الطبية للمدنيين/ات الذين طلبت منهم النزوح. ولا يقتصر الأمر على عدم حدوث ذلك، بل إن استمرار إفلاتها من العقاب وقصفها وعرقلتها المتعمدة قد خلقت ظروفًا غير مسبوقة وشديدة الخطورة تعيق عمل الوكالات الإنسانية".
إنّ إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، ملزمة قانونًا بعدم تقييد أو تأخير دخول البضائع اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة، وعليها أن تضمن بشكل فاعل الإمداد المستمر وغير المنقطع لجميع المساعدات.
وقالت ميرا، وهي موظفة في منظمة أوكسفام في المواصي نزحت سبع مرات منذ أكتوبر إنّه "جرى تصنيف هذه المنطقة كمنطقة إنسانية، ولكن لا يوجد شيء إنساني في الوضع هنا. فالظروف لا تطاق، ولا يمكن الحصول على الماء النظيف، ويضطر الناس إلى الاعتماد على ماء البحر.
يستحق هؤلاء الناس أفضل من هذا الواقع بكثير. ويجب أن يكون الأطفال في مدارسهم الآن، لا أن يقلقوا بشأن كيفية إعالة أسرهم. كما يجب أن ينام الأطفال في أسرة دافئة، لا أن يتعرّضوا لقرص الحشرات".
تدعو منظمة أوكسفام إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لوضع حدّ للموت والدمار، وإمكانية الوصول الكامل والدائم إلى جميع المعابر البرية لإيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، وإطلاق سراح جميع الرهائن والسجناء الفلسطينيين المحتجزين بشكل غير قانوني.
- لا يزال معبر رفح مغلقا منذ 6 مايو، حيث علقت أكثر من 2,000 شاحنة مساعدات - معظمها تحمل موادًا غذائية - وسط ازدحام مروري يبلغ طوله 28 ميلًا وصولًا إلى مدينة العريش المصرية.
- لا بدّ من تأكيد موافقة إدارة التنسيق والارتباط الإسرائيلية على تحرك وكالات الإغاثة لجمع المساعدات وتزويد الشاحنات بالوقود في قطاع غزة.
- تفاصيل استبيان الغذاء الذي أجرته مجموعة التغذية – المكونة من وكالات الإغاثة العاملة في قطاع غزة، بما في ذلك منظمة أوكسفام – تتوفر في هذا التحديث الصادر في 27 مايو عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
- تشير التقديرات إلى وجود ما لا يقل عن 550,000 شخص الآن في المواصي. ولم يُركّب سوى 121 مرحاضًا فقط لغاية الآن باعتماد رقم متحفظ يبلغ 500,000 شخص أي أنّه لا توفّر سوى مرحاض واحد لكلّ 4,132 شخصًا.
- تتطلب العملية الإنسانية في قطاع غزة 400,000 لتر من الوقود يوميًا، ولكن منذ إغلاق معبر رفح، في الفترة من 6 إلى 27 مايو، لم يدخل سوى 1.6 مليون لتر من أصل 8.8 مليون لتر تمسّ الحاجة إليها.
- تظهر أداة تعقب الأونروا شحنات المساعدات التي دخلت وأمكن تسلمها عبر معبر كرم أبو سالم في الفترة من 6 إلى 31 مايو
- في شهر مارس، خلص تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أنّ المجاعة وشيكة بحلول شهر مايو في شمال قطاع غزة، وأنّه يُتوقع أن يواجه نصف السكان (1.1 مليون شخص) انعدام الأمن الغذائي الكارثي بحلول منتصف يوليو.
- أدلى دانيال هاغاري، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، بهذا البيان في 6 مايو بشأن الدعم الإنساني.