الحد من العنف ضدّ المرأة
يُعتبر العنف ضد النساء والفتيات من القضايا العالمية التي يتمّ تجاهلها في كثير من الأحيان. لذلك قد تُساهم جهود المناصرة والحملات الفاعلة دوراً أساسياً في القضاء عليه. تُناقش آخر ندوة ضمن سلسلة الندوات عبر الانترنت التي تدخل ضمن إطار برنامج أوكسفام الإقليمي للعدالة الجندرية في منطقة "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أفضل الممارسات التي يُمكن اتّباعها للتوعية وإحداث تغيير دائم.
تنظر أمينة إلى شقيقتها التي تجلس بجانبها بابتسامة مؤلمة وتقول: "أتذكرين كم مرّة أتيت فيها إلى منزلك وأنا أنزف؟"- ثم تضيف: "بعد زواجي بأيام قليلة، بدأ زوجي يضربني، أحياناً لأنه لم يعجبه الطعام، وأحياناً أخرى لأنه شعر برغبة في ذلك فحسب. حتى أن عائلته لم تساعدني على الإطلاق، بل شاركته إيذائي حيث هاجمتني، ذات مرّة، أمه وأخته، وأنا حامل، وبدأتا بلكم بطني، كان الأمر مروّعاً. لم يكن لي أي سند من أي نوع كان، عندها تحدّيت كلّ شيء: أهلي ومجتمعي وثقافتنا ومعتقداتنا وقرّرت الحصول على الطلاق بعد سنوات طويلة من المعاناة".
إنها جريمة تُرتكب بحقّ امرأة واحدة بين كلّ ثلاث نساء في العالم، بغض النظر عن شكلها، فهي انتهاك تامّ لحقوق الإنسان. إنه الوباء العالمي المتمثل بالعنف ضدّ النساء والفتيات.
تقع 120 مليون فتاة في أنحاء العالم ضحيّة اغتصاب وممارسات جنسية عنفية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر العنف الممارس من الشريك الأكثر شيوعاً ضدّ النساء والفتيات.
على الرغم من الإعلانات والاتفاقيات المبرمة لمنع انتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز حماية النساء والفتيات مثل: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ وإعلان القضاء على العنف ضد المرأة؛ واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، ما زالت النساء في جميع أنحاء العالم يعانين من كافة أنواع الانتهاكات، بينما يُفْلِت الجناة من العقاب.
تعمل منظمات ونشطاء حقوق الإنسان، لا سيما أولئك الذين يدعمون حقوق النساء، بشكل حثيث في محاولة منهم لوضع حد لهذه الانتهاكات على مستويات عدّة. تسعى هذه الجهود بجزء منها إلى تغيير المواقف والسلوكيات المتعلقة بقبول ثقافة العنف ضد النساء والفتيات، بينما يهدف الجزء الآخر إلى إجراء تغييرات على المستويات التشريعية عبر تعديل السياسات والقوانين.
تناقش الندوة المقبلة التي سنعقدها عبر الإنترنت، كجزء من سلسلتنا الملهمة وسعينا الدائم لتحقيق العدالة الجندرية، مسألة العنف ضد النساء والفتيات، مع التركيز على "التأثير على الرأي العام للحدّ من العنف ضد النساء والفتيات: أفضل الممارسات وسبل التقدّم".