الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية يعرض اليمنيين لخطر الجوع

الجمعة, يوليو 29, 2022

حذرت منظمة أوكسفام اليوم من أن اليمن يواجه ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، مما يعرض ملايين اليمنين لخطر الجوع الكارثي.

لقد أُنهكت اليمن بفعل أكثرمن سبع سنوات من الصراع، وتضرر اليمنيون بشدة من أثار تفاقم أزمة الغذاء العالمية. أسعار القمح والدقيق وزيت الطبخ والبيض والسكر ارتفعت بأكثر من الثلث منذ مارس. حيث لم تشهد البلاد مثل هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار منذ فرض القيود على الواردات ولفترة أطول كهذه.

يستورد اليمن نحو 90 بالمئة من المواد الغذائية، بما في ذلك 42 بالمئة من القمح من أوكرانيا. وقد حذر مستوردو القمح من أن المخزون المتوفر حاليا قد ينفد في الأشهر القليلة المقبلة وأن الزيادة العالمية في قيمة القمح وتكاليف إستيراده قد تحد من قدرة المستوردين على تأمين كميات كافية من واردات القمح إلى اليمن. بالرغم من الإعلان بأن أوكرانيا ستكون قادرة على تصدير الحبوب،  إلا أن آثار الحرب الاوكرانية على الإمدادات الغذائية ستظل أثارها ملموسة في الفترة المقبلة. كما أن أي إنخفاض في الأسعار العالمية سيكون قصير الأجل وقد لا يؤدي إلى إنخفاض التكلفة بالنسبة للمواطنين العاديين. وفي بلد يعتمد فيه الكثير من الناس على الخبز كمصدرغذاء أساسي في وجباتهم اليومية للبقاء على قيد الحياة، فإن هذا قد يعرض الملايين  لخطر الجوع.

هذا وعلق فيران بويج، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن, قائلاً:

" إن الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية يهدد حياة ملايين االيمنين ويضعهم في خطر حقيقي في مواجهة الجوع. إن العائلات اليمنية التي دفعتها سبع سنوات من الصراع إلى المعاناة أصبحت تقترب من الكارثة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وتزايد الصعوبات في الوصول إليها،
يجب على قادة العالم التحرك على الفور للحد من خطر الجوع والأزمة الإنسانية المتفاقمة".

وقد أدى التمديد المؤقت للهدنة على مستوى اليمن في يونيو المنصرم إلى بعض من الطمأنينة لدى اليمنيين، ولكن الوضع لا يزال هشاً، وخصوصا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، إن إرتفاع أسعار المواد الغذائية وتدهور القطاع الزراعي – والذي يؤول الجزء الاكبر منه إلى  آثار التغيرات المناخية - يؤدي إلى زيادة الصعوبات بالنسبة للشعب اليمني حيث يحتاج نحو 80 بالمئة منهم إلى المساعدة الإنسانية بينما لا تزال الإستجابة الإنسانية الأقل تمويلاً بنسبة 27 بالمئة فقط. كل ذلك أدى إلى تضاعف المعاناة وصعوبة الوصول الى المعونات الانسانية.

خلال الفترة ما بين مارس ويونيو من هذا العام، ارتفعت اسعار الأغذية الأساسية بنسبة تصل إلى 45 بالمئة.

- أسعار الدقيق ارتفعت بنسبة 38 بالمئة

-    أسعار زيت الطهي ارتفعت بنسبة 45 بالمئة

-    أسعار السكر ارتفعت بنسبة 36 بالمئة

-    أسعار الأرز ارتفعت بنسبة 30 بالمئة

-    أسعارالفاصوليا المعلبة ارتفعت بنسبة 38 بالمئة

-    أسعار الحليب المجفف ارتفعت بنسبة 36 بالمئة

-    أسعار البيض ارتفعت بنسبة 35 بالمئة

كما شهد متوسط سعر السلة الغذائية ارتفاعا متسارعاً بنسبة 48 بالمئة منذ ديسمبر2021 وبنسبة 25 بالمئة منذ بداية العام 2022. ومع تزايد تكاليف الواردات الغذائية بسبب تقلبات أسعار الصرف فقد فقدت العملة اليمنية قيمتها بنسبة 28 بالمئة منذ بداية العام الحالي.

وقد شهدت أسعار المشتقات النفطية إرتفاعاً بنسبة 43 بالمئة في الربع الأول من هذا العام. كما تسببت زيادة تكلفة الوقود والجفاف الغير معتاد الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم في خلق المزيد من المعاناة لليمنين، وخاصة المزارعين منهم. حيث يعتمد العديد من اليمنيين على الزراعة والثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للدخل, لكن محاصيلهم تضررت أو تأخرت ونفقت بعض مواشيهم وذلك  خلال موسم الجفاف الذي شهدته البلاد منذ بداية العام الحالي.

ومع تزايد الاحتياج، فإن شحة موارد الإستجابة الانسانية ينذر بعواقب وخيمة. حيث اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص حجم المساعدات التي يقدمها، حيث يتحصل نحو خمسة ملايين مستفيد من مساعدات الغذاء التي يقدمها البرنامج على أقل من نصف إحيتاجهم اليومي بينما يتحصل ثمانية ملايين مستفيد على 25 بالمئة فقط – ما يعني ربع ما يتلقونه سابقاً من إحتياجهم من المساعدات الغذائية.

هذا وقد صرحت بعض الأسر لمنظمة أوكسفام أنه ومن أجل البقاء على قيد الحياة، فإنهم لا مناص لهم سوى أن يقترضوا الطعام من جيرانهم من ميسوري الحال بالإضافة إلى أنهم يستدينون بشكل دائم من بائعي المواد الغذائية. كما يقلص بعض الأباء والأمهات من وجباتهم اليومية حتى يكون هناك ما يكفي لسد جوع أطفالهم.

كما لا يملك نحو 56 بالمئة من إجمالي النازحين داخلياً - والبالغ عددهم أربعة ملايين شخصاً - أي مصدر للدخل. هذا ويعتبر النساء والأطفال الذين يشكلون حوالي 77 بالمئة من إجمالي النازحين داخلياً, الأكثرعرضةً لخطر الجوع.

تقول أروى، وهي أمٌ مطلقة لطفلين وترعى والدتها واختها: "أجد صعوبة في شراء الطعام الأساسي بسبب ارتفاع أسعارالمواد الغذائية . نضطر أنا وأمي إلى أن نقلل من كمية الطعام الذي نأكله، ولا نتناول سوى وجبتين في اليوم لكي يكون هناك مايكفي من الطعام للأطفال. في السابق, كان بإمكاننا تناول بعض الدجاج أوالسمك كل يومين، وناكل اللحم مرة واحدة في الأسبوع، في الوقت الحالي بالكاد نحصل على الدجاج مرة واحدة في الأسبوع, كما أن أسعار الخضروات التي كانت الأقل سعراً ارتفعت أيضاً وأصبح مفروضٌ علينا ان نأكل أقل من نصف ما اعتدنا على تناوله في العام الماضي."

 تساهم منظمة أوكسفام في اليمن في توفير فرصاً لكسب العيش، وتدعم توفير الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والمنح النقدية. كما توفرأنظمة الطاقة الشمسية على مستوى الأسرة والمجتمعات النازحة والمقيمة. ففي العام المنصرم - 2021 تمكنت أوكسفام من دعم أكثر من 23,000 أسرة.

تدعو أوكسفام المجتمع الدولي إلى تسهيل إستيراد المواد الغذائية إلى اليمن من خلال رفع العراقيل الحالية التي تعيق وصولها ودعم واردات الحبوب وتخفيف عبئ الديون التي تثقل كاهل اليمن.

وقبل كل ذلك، يحتاج اليمن إلى حل سلام دائم لأنهاء الصراع حتى يتمكن اليمنيون من العيش بأمان ومواصلة التعليم وكسب المعيشة. لذلك فإننا ندعو جميع الأطراف في اليمن إلى تمديد الهدنة في الأيام المقبلة كجزء من تحقيق سلام دائم في اليمن.  

ملاحظات للمحررين:

  • يتوفر متحدثون رسميون للمقابلة عند الطلب.
  • مصدر النسبة المئوية لواردات الحبوب: خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، نيسان/أبريل 2022:

 https://reliefweb.int/report/yemen/yemen-humanitarian-response-plan-2022-april-2022

  • بيان برنامج الأغذية العالمي، تموز/يوليه 4 2022:

https://reliefweb.int/report/yemen/yemen-high-levels-food-insecurity-and-reduced-rations-dg-echo-ipc-wfp-media-echo-daily-flash-04-july-2022

سيحصل المستفيدون من برنامج الأغذية العالمي في المرحلتين الرابعة والخامسة من التصنيف المتكامل للبرامجيات على أقل من 50 بالمئة من احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية. وستحصل الثمانية ملايين المتبقية على 25 بالمئة فقط.