اليمن تقترب أكثر من المجاعة بعد 1000 يوم من الحرب الوحشية
اليمن تُجر اليمن نحو المجاعة أكثر من أي وقت مضى
بعد ألف يوم من الحرب والحصار تقترب المجاعة من سكان اليمن بشكل أسرع من أي وقت مضى
حذرت منظمة أوكسفام اليوم من أن اليمن تقترب أكثر من المجاعة بعد 1000 يوم من الحرب الوحشية التي تفاقمت بسبب الحصار المفروض على موانئها الشمالية الرئيسة التي وتحرمهم من الغذاء والوقود والأدوية.
اليمن تستورد نحو 90 بالمائة من الغذاء، لكن منذ أن فرض التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية حصارا على الموانئ الشمالية الرئيسية للبلاد منذ أكثر من شهر، فإنه لم يتم استيراد سوى مايزيد بقليل عن ثلث الاحتياج الغذائي في وقت أن هناك 8.4 مليون شخص الان في مرحلة حرجة من الإنزلاق إلى المجاعة. وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 28 في المائة منذ مطلع تشرين الثاني / نوفمبر 2017، مما جعل الاسر الفقيرة المتأثرة اصلا بالانهيار الاقتصادي غير قادرة على شراء الطعام. وقد توقفت إمدادات المياه النظيفة فى المدن والقُرى بسبب نقص الوقود، الامر الذى سيكون له تداعيات خطيرة كون ان البلاد تعانى من اكبر تفشي لوباء الكوليرا فى العالم. المستشفيات تنفد من الأدوية كما ارتفعت حالات الإصابة بالدفتيريا. وهناك ما لا يقل عن مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بهذا المرض.
هذا وصرح مارك غولدرينغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام البريطانية: "لمدة 1000 يوم، تم قصف اليمن بكميات ضخمة من الأسلحة الحديثة المتطورة، وعلاوة على ذلك نشهد الآن حصارا من القرون الوسطى حيث تُستخدم المجاعة الجماعية كسلاحا من أسلحة الحرب. إن قطع الأغذية والوقود والأدوية الحيوية عن السكان ليس له اي مبرر ولا ينبغي التساهل بذلك أبدا. إنه تكتيك يخلو من أي إحساس بالمروءة، وأي إحساس بالأخلاق وأي إحساس بالإنسانية".
واضاف غولدرينغ "ها نحن نسمع اخيرا قلقا بشأن مواصلة هذه الحرب من تلك الدول التى دعمت الدمار من خلال مبيعاتها للاسلحة بما فى ذلك كلمات مدوية لا تشوبها شائبة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وينبغي تحويل هذه الكلمات إلى عمل جماعي. المملكة المتحدة، بوصفها البلد المسؤول عن العمل على اليمن في مجلس الأمن الدولي، يمكن أن تُحدث فرقا. وهي بحاجة إلى التصرف بحزم، واستخدام موقفها الفريد من نوعه لتحقيق العمل الجماعي لإنهاء الحصار، وإنهاء القتال ووضع اليمن على طريق السلام. وان عدم القيام بذلك سيكون تقصيرا في واجبها الدبلوماسي.
خلال ال 1000 يوم الماضية:
• قتل أكثر من 5500مدني
• اضطر ثلاثة ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم
• أصيب ما يقرب من مليون شخص بالكوليرا في أسوأ تفشي للوباء تم تسجيله على الاطلاق
كما صرحت منظمة أوكسفام إن جميع أطراف النزاع يتحملون المسؤولية عن هذه المعاناة الإنسانية الضخمة، وجميعهم مسؤولون عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. الجدير بالذكر انه لم يسمح بدخول الوقود الضروري عبر الموانئ الرئيسة لنقل المواد الغذائية والسلع الحيوية الاخرى الى جميع انحاء البلاد منذ مطلع تشرين الثاني / نوفمبر. وقد أغلقت محطة رأس عيسى النفطية على الساحل الغربي لليمن منذ مارس 2017 بناء على تعليمات من التحالف الذي تقوده السعودية. تتدفق حوالي 80 في المائة من إجمالي واردات اليمن عبر مينائي الحديدة والصليف، ويعيش حوالي ثلثي سكان اليمن في المناطق التي تخدمها هذه الموانئ مباشرة. وقد تم استيراد حوالي 85 في المائة من جميع واردات حبوب القمح في عام 2016 عبر هذه الموانئ.
لقد تم إرجاع ست سفن على الاقل محملة بالوقود كانت بانتظار الدخول الى مينائي الحديدة والصليف بسبب الانتظار الطويل للسماح بالدخول. وكالات الإغاثة والمستوردين التجاريين يتحملون أعباءا مالية اضافية بسبب تأخر السفن التي ترسو خارج الحديدة في المياه العميقة، هذه التكاليف تزيد عن 10ألاف دولار أمريكي للسفينة الواحدة في اليوم الواحد.
هنالك مؤشرات مثيرة للقلق عن احتمال وقوع هجوم وشيك على ميناء الحديدة. وقد تعرضت البنية التحتية لنقل البضائع في المرفأ - الرافعات والمستودعات - للهجوم من قبل، وقد خفضت قدرتها على استيراد السلع. ومن شأن معركة طويلة على الميناء أن تخاطر بإغلاقه وسيكون لهذا تأثير هائل لملايين الناس الذين يعتمدون على وارداته. وتشدد المنظمة الدولية على أنه لن يكون هنالك بديل واقعي لتوريد كميات كافية من الغذاء والوقود والدواء في حال تم إغلاق ميناء الحديدة.