تدني في نسبة الحوالات الواردة إلى اليمن في ظل تزايد الاحتياجات في خضم الحرب وجائحة فيروس كورونا
تشهد اليمن انخفاضاً غير مسبوق في تدفق الحوالات – والتي تعتبر احد اهم مصادر الدخل بالنسبة للملايين – وذلك في ظل تزايد حالات الإصابة بفيروس كوروناــ والمعروف ب كوفيد-19، وتقليص المساعدات الدولية في بلد دمرته أكثر من خمس سنوات من الحرب. وعليه، تدعو منظمة أوكسفام المجتمع الدولي إلى ضمان تمويل الإستجابة لفيروس كورونا في اليمن وضمان توفير الإحتياجات الإنسانية الضخمة للبلاد قبل مؤتمر المانحين الذي سيعقد يومنا هذا، الثلاثاء (2 يونيو).
هذا وقد صرح العديد من موفريّ خدمات تحويل الأموال في ست محافظات حواليّ اليمن في حوار لهم مع لمنظمة أوكسفام أنهم لاحظوا إنخفاض عدد الحوالات بنسبة تصل إلى 80 في المائة مابين يناير وأبريل من هذا العام، حيث شهد اليمنيون العاملون في دول الخليج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة انخفاضاً في الدخل بسبب عمليات الإغلاق و التباعد الإجتماعي المفروضة كإجراء وقائي للحد من تفشي الفيروس.
من جانبه، يُقدر البنك الدولي أن واحداً من كل عشرة أشخاص في اليمن يعتمد كُلّيا على الحوالات المالية للتمكن من تلبية إحتياجاتهم الأساسية، فيما بلغ إجمالي الحوالات إلى اليمن في العام 2019 ما قيمته 3.8 مليار دولاراً، اي 13 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
هذا وصرّح أحد مُزودي خدمة الحوالات المالية في مُحافظة صعدة إن عدد الحوالات التي تلقاها نشاطه التجاري انخفض من عملية 2500 في يناير 2020 إلى ما لا يتجاوز ال 100 عملية فقط في مارس وأبريل – وذلك يُمثل إنخفاضاً بنسبة 96 بالمائة. وقدّر أن ما يصل إلى 30 الف شخصاً كانوا يعتمدون على تلك الحوالات.
من جانب اخر، وفي ذات الوقت، إرتفعت حالات الإشتباه بالإصابة بفيروس كورونا وخاصة في محافظة عدن جنوب البلاد. فيما تم الإبلاغ عن أكثر من 250 حالة مؤكدة في 10 محافظات يمنية مع 49 حالة وفاة. من المُحتمل أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، حيث أن إمكانية إجراء الفُحوصات الدقيقة محدودة للغاية، خاصةً وأن نصف المرافق الصحية في البلاد كانت ولاتزال خارج الخدمة الكاملة والفعّالة قبل تفشي الجائحة.
هذا وصرّح مُحسن صدّيقي، مُدير مكتب مُنظمة أوكسفام في اليمن: "إن فيروس كورونا يُسبب خسائر فادحة على اليمنيين. وذلك يتضمن أولئك الذين أُصيبوا بالفيروس بالإضافة الى ملايين المُتضررين من التداعيات الاقتصادية للوباء، يحصُل هذا علاوة على أكثر من خمس سنوات من الحرب التي خلقت أزمة إنسانية ضخمة، ناهيك عن الجوع والمرض وعجز شبه تام للنظام الصحي."
وأضاف صدّيقي: "بدون شبكة أمان للحوالات النقدية سيضطر المزيد من اليمنيين للإعتماد على المُساعدات كخط نجاة أساسي. على الرغم من أن العالم بأكمله يُعاني من الفيروس، فإن المجتمع الدولي بحاجة إلى التأكد من إستمرار تدفُق المساعدات المُنقذة للحياة إلى من هم في أمس الحاجة إليها ".
من الجدير بالذكر، ان الغالبية العُظمى من المُهاجرين اليمنيين يُقيمون ويعملون في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، بينما مُعظمها يُعدغير مشمولاً بالمُبادرات الإقتصادية لتلك الدول والتي تتضمن حماية الوظائف والأعمال، لذا فقد واجهت هي الأُخرى فُقدان دخلها مع إستمرار نفقات المعيشة.
كان أبو أمير ــ الذي فر من القتال بالقرب من منزله في مُديرية حرض إلى صنعاء قبل ثلاث سنوات يعتمد على الحوالات المالية من إبنه الذي يعمل في المملكة العربية السعودية والذي يُعتبر مصدر الدخل الوحيد لأسرته المُكونة من سبعة أفراد، ولكن إبنه قد أُضطر إلى التوقف عن العمل في أبريل بسبب الإجراءات المفروضة للحد من إنتشار الفيروس. قال أمير: "مُنذ ذلك الحين فأنا أشتري الطعام عن طريق الدين من البقالة، وعليّ كذلك إيجار مُتأخر لشهرين. أتمنى أن يتمكن ابني من مُعاودة العمل وإرسال بعض المال الينا قريبًا، لنتمكن من دفع الديون والشعور بالأستقرار المالي مرة أخرى ".
هذا وتُعتبر الحوالات النقدية مصدرًا مهمًا للعُملات الأجنبية والذي بدوره يُساعد على إستقرار الاقتصاد اليمني المُتضرر بشدة. البنك المركزي اليمني هو هيئة التمويل الرئيسية للواردات التي تعتمد عليها البلاد في الإمدادات الأساسية بما في ذلك النفط والغذاء والدواء. شهد الريال اليمني انخفاضًا حادًا في عام 2018 مما أدى إلى إرتفاع تكلفة الغذاء والوقود. ومن المتوقع أن يؤدي الإنخفاض في الحوالات النقدية إلى موجة أخرى من الإنخفاض مع تضاؤل إحتياطيات البلاد من العُملات الأجنبية.
تطلُب الأُمم المتحدة ملياري دولار في مؤتمر المانحين الذي سيتم بثهُ عبر الإنترنت لتمويل عملها في اليمن حتى نهاية عام 2020. وبدون تأمين التمويل، من المُمكن ان يتم إغلاق برامج المُساعدة الحيوية في غضون أسابيع.
تحثُّ منظمة أوكسفام الجهات المانحة على الإستمرار في تمويل المُساعدات المُنقذة للحياة والعمل الحاسم للإستجابة لفيروس كورونا.
مُلاحظات للمحررين
- سيُخاطب خُوسيه ماريا فيرا، الُمدير التنفيذي لمُنظمة أوكسفام الدولية، مؤتمر المانحين نيابة عن الُمنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في اليمن. ومن المقرر أن تبدأ الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء 2 يونيو وسيتم عرضها على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=4eiRqX8tRNY
- البيانات بشأن الحوالات النقدية إلى اليمن تم أخذها من البنك الدولي.