خطر موسم الأمطار القادم على زيادة عدد حالات الكوليرا في اليمن

الثلاثاء, مارس 10, 2020
طفل يحاول جلب الماء لعائلته من مستنقع

يُهدد موسم الأمطار القادم بتضخم عدد حالات الكوليرا في اليمن، حيث يعوّق الصراع الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة المنسية.

يُعتبر تفشي الوباء في العام 2019 الثاني على الإطلاق على الصعيد العالمي، ولا تزال الحالات في تزايد

صرّحت مُنظمة أوكسفام اليوم بأن اليمن تعاني حاليّاً من أزمة كوليرا منسية، حيث حذرت المُنظمة من أن عدد الأشخاص المُصابين بالمرض قد يتصاعد مع اقتراب البلاد من موسم الأمطار في أبريل / نيسان، فيما أن أنظمة الرعاية الصحية على وشك الانهيار. إن المحافظات التي تقع شمال #اليمن في خطر كبير بسبب شحة المياه هناك. هذا وقد أعلنت خمس مُحافظات شمال البلد وهي: صنعاء وحجة والحديدة وتعز ذمار عن ارتفاع معدلات الكوليرا لديها مُنذ العام 2017.
تم بالفعل تسجيل أكثر من 56,000 حالة مشتبه بإصابتها في الأسابيع السبعة الأولى من هذا العام، أي ما يعادل تقريباً نفس عدد الحالات المُسجلة العام المُنصرم. من جانبٍ آخر، لقد كان عدد حالات الإصابة بالكوليرا في العام 2019 هو ثاني أكبر عدد يتم تسجيله على الإطلاق في بلد ما في عام واحد ، لم يتم تسجيل عدداً اكبر من ذلك سوى التفشي الذي سبقهُ في العام 2017.
بمُعدل أكثر من 860،000 حالة مشتبه بإصابتها، فإن العدد الإجمالي في العام 2019 يفوق بأكثر من الضعف ماتم تسجيله كثالث اكبر تفشي لوباء #الكوليرا في دولة واحدة خلال عام واحد. في اليمن وفي العام 2017 كانت هناك أكثر من مليون حالة.
بدأ تفشي مرض الكوليرا في اليمن في أبريل من العام 2017، وسرعان ما خرج ذلك عن نطاق السيطرة مع تسجيل أكثر من 360،000 حالة في الأشهر الثلاثة الأولى. على الرغم من أن معدل الإصابات الجديدة قد تباطأ بعد عام، إلا أن عدد الحالات المشتبه فيها بدأ في الارتفاع مرة أخرى في أوائل العام 2019.
وعليه، فإن المُعدلات المُستمرة والثابتة للحالات الجديدة على مدى الأشهر الـ 14 الماضية تُظهر أن المرض ما زال مُتفشياً في اليمن.

من جانبه فقد صرّح مُحسن صدّيقي، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن: "إن التوقعات قاتمة بالنسبة للناس في اليمن، مازالت حالات الكوليرا بمستويات مماثلة للعام الماضي، كما ان موسم الأمطار من المُحتمل أن يتسبب في آلاف الإصابات المُحتملة. هذه أزمة صحية مُختبئة على مرأى ومسمع الجميع. إنه لأمر مروّع أن تحضى هذه الأزمة الُمستمرة على هذا القدر القليل من الاهتمام."
"لقد أدى نقص المياه النظيفة والغذاء إلى جعل الكثير من الناس ضعفاء وعرضة للإصابة بالأمراض، ومع ذلك فإن مُنظمات الإغاثة تظلّ تكافح من أجل الوصول إلى أشد الناس احتياجًا وذلك بسبب القيود التي تفرضها جميع الأطراف."
"نحن بحاجة إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لضمان الوصول الآمن الذي لاتشوبه اي عوائق للمساعدات الإنسانية، وكذلك لجمع كافة الأطراف معاً من أجل الاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار على المستوى الوطني".

انخفض عدد الوفيات الناجمة عن الكوليرا في العام 2019 إلى 1,025 – أي أقل من نصف عدد الوفيات في العام 2017. لكن الجهود المبذولة للتغلب نهائيا على المرض قد تقوضت بشكل كبير بسبب الحرب التي دمرت أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي.
تُعاني الإمدادات الطبية من نقص مُزمن، كما أن حوالي نصف المرافق الصحية فقط في اليمن تعمل بكامل طاقتها. دفعت أسعار الصرف المتقلبة إلى ارتفاع سعر الديزل، مما أدى بدوره إلى زيادة سعر نقل المياه النظيفة إلى أجزاء من البلاد حيث لا تتوفر المياه الجوفية هناك، بالإضافة الى ذلك، فإن أكثر من 17 مليون شخص يكافحون من أجل الحصول على المياه النظيفة.

هذا وأضاف صدّيقي: "إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي من صنع الإنسان بشكلً كُلّي، وأولئك الذين يواصلون تسليح جميع الأطراف في هذه الحرب يتحملون مسؤولية عواقبها المدمرة."
"بدلاً من تأجيج الصراع عن طريق بيع الأسلحة لاستخدامها في الحرب، ينبغي على المملكة المتحدة أن تبذل كل ما في وسعها للجمع بين الطرفين للاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار على مستوى البلاد واستئناف مُحادثات #السلام."
منذ تصاعد النزاع في اليمن في العام 2015 ، قدمت مُنظمة أوكسفام المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لأكثر من مليون شخص، بما في ذلك في المناطق التي يصعب الوصول إليها في البلاد، وذلك من خلال توفير المياه عن طريق الشاحنات، وإصلاح شبكات المياه، وتوفير مرشحات تنقية المياه والأوعية الصالحة لنقل وحفظ المياه، بالإضافة الى بناء المراحيض وتنظيم حملات النظافة.

ملاحظة إلى الناشرين: 


ملاحظات للمحررين:
- تتوفر إحصائيات عن حالات الكوليرا المشتبه بها والوفيات بين عامي 2017 و 2020 لدى مُنظمة الصحة العالمية
- تم الحصول على أرقام حالات تفشي الكوليرا السابقة من مستودع البيانات الخاص بمُنظمة الصحة العالمية.
- بلغ إجمالي عدد الحالات في اليمن بين يناير 2017 وديسمبر2019 الى 2،253،488
- كان ثالث أكبر انتشار في عام واحد في هايتي في عام 2011 عندما تم تسجيل 340،311 حالة

تصوير: سامي جسار/ أوكسفام

معلومات الإتصال: 

لمزيد من المعلومات، يمكنكم التواصل مع سارة غرينجر: sarah.grainger@oxfam.org / 07810 181514