غزة ليس بوسعها الإنتظار
عشية جولة جديدة من محادثات المصالحة الفلسطينية بين حركة فتح وسلطة الأمر الواقع في غزة، أوكسفام تنادي جميع الأطراف برفع الإجراءات العقابية فوراً و التي تم فرضها على غزة وذلك دون انتظار ما ستفضي إليه المحادثات من نتائج.
هذا يعني إنهاء الحصار الإسرائيلي طويل الأمد و القيود التي فرضتها القيادات الفلسطينية منذ مطلع هذا العام والتي شملت تقليص إمدادات الكهرباء إلى غزة.
يقبع مليوني فلسطيني من غزة في الظلام، و هم بحاجة للأفعال و ليس لمزيد من الأقوال، حيث أن الظروف في هذا القطاع الساحلي تتدهور للأسوأ كل يوم. وتظهر المراقبة اليومية للأمم المتحدة أن غزة لم يكن لديها سوى أربع إلى خمس ساعات من الكهرباء يوميا خلال ال 15 يوما الماضية.
يقول مدير منظمة أوكسفام في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل السيد كريس إيكمانز بأنه على الرغم من أن التحرك نحو المصالحة شئ مُشجع، إلا أن تحسين حياة الناس في غزة ليس بمقدوره الإنتظار لنتائج المحادثات أو التوقف عليها.
"نحن كلنا أمل في أن تجلب المحادثات تغييرات سريعة وجذرية في حياة الفلسطينيين، بما يشمل خطط محددة لرفع الحصار الإسرائيلي غير القانوني عن قطاع غزة. الأقوال دون الأفعال لن تعيد الكهرباء، و لن تجلب مياه نظيفة ولا خدمات صرف صحي، أو تدير عجلة الإقتصاد" يقول السيد إيكمانز.
وقدأظهرت آخر دراسة قامت بها أوكسفام ب لتحديد الاحتياجات في غزة مستويات صادمة من الإحتياجات. حيث أجمع أكثر من مئتي شخص تمت مقابلتهم في شهر أغسطس من هذا العام - وهم من بعض أكثر المناطق فقراً بالقطاع- أجمعوا بأنهم يحصلون على نسب أقل من غذاء منذ اشتداد أزمة الكهرباء. حيث أفادت نساء كثيرات بأنهن يذهبن إلى الفراش جائعات لأنهن يعطين الأولوية لأسرهن.أن. كما أكد جميع المشاركين في الدراسة بأن هناك زيادة في العنف ضد النساء والأطفال بينما يكافح الرجال لمواجهة العجز عن توفير الغذاء لأسرهم ، بالإضافة للشعور المتزايد باليأس.
ويقع علي عاتق إسرائيل المسئولية الرئيسية فيما يتعلق بوضع الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة نظراً لكونها السلطة المحتلة. و حيث أن القطاع لا يزال يقبع تحت الحصار، فإنه ليس بالإمكان أن تتحسن الظروف فيه بصورة مجدية.
"في الوقت الذي تجتمع فيه الأطراف في القاهرة، باتت غزة غير قابلة للحياة أكثر فأكثر. الناس بحاجة لاستعادة الكهرباء فوراً، و كذلك والي تسهيل التحويلات الطبية بين غزة والضفة الغربية ، والي الوقف الفوري للتقاعد الإجباري المبكر للموظفين حيث أنهم ضروريين لعمل حكومة التوافق بصورةٍ جيدة"
"غداً هو فرصة مصيرية للأطراف الفلسطينية لأن تعيد الأمل لأهاليهم المحاصرين و المتعبين، ويجب عليهم أن يثبتوا بأن محادثات المصالحة هي أكثر من كونها مناورات سياسية"، يضيف السيد إيكمانز.
مع تقدم هذه المحادثات، تنادي أوكسفام الي إشراك المجتمع المدني الفلسطيني على كافة المستويات في هذه المبادرات. فتجارب و آراء الفلسطينيين - نساءً ورجالاً- الذين يعملون بجد من أجل مساعدة أهلهم يجب أن تكون مسموعة وسط هذا الضجيج الدبلوماسي المستمر الذي أبقى على هذه الأزمة لفترة طويلة جداً.
"إذا كان الفلسطينيون -و ليس فقط السياسيون و المبعوثون الدبلوماسيون منهم- قادرين على لعب دور في تشكيل مستقبلهم، فإن الطريق إلى السلام أو حتى إنهاء 50 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي الجائر، قد تكون أشياء يمكنهم التطلع إليها مرةً أخرى". يقول إيكمانز.