الأردن


الأردن:

بلد صغير المساحة نسبيا وعدد سكانه 10.2 مليون نسمة. دأب الأردن على مر عقود أن يكون مأوى آمناً لللاجئين، إذ استقبلت المملكة منذ العام 1948، موجات من المهاجرين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين وغيرهم ممن لاذوا بالفرار  من بلادهم بسبب الأزمات الأقليمية. يعتبر الأردن بلدا شحيح الموارد الطبيعية ويصنف من أكثر دول العالم جفافاً؛ ويعتبر شح المياه تحدياً كبيراً أمام التنمية ويجعل الأردن عرضة بشكل أكبر لآثار تغير المناخ.

لقد فاقمت موجة اللجوء الأخيرة من سوريا من حدّة التحديات القائمة ومنها معدلات البطالة المرتفعة والمتزايدة بين الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من عدد السكان. يعيش في الأردن حالياً 1.3 مليون سوري تقريباً، معظمهم يقطنون في المدن، ويشكلون ضغطاً متزايدا على الطلب على الطاقة والتعليم والصحة وعلى البنية التحتية والموارد.

كما زادت جائحة كورونا من حدة مواطن الضعف الاجتماعية الاقتصادية في الأردن، مما أدى إلى انكماش الاقتصاد ودفع الكثير من الأسر إلى الفقر المطلق. وفي خضم تزايد انعدام المساواة، فقد كانت الأسر الأكثر فقراً واستضعافاً، الأكثر تأثراً بهذه الظروف.

لقد شهدت البطالة ارتفاعاً مضطرداً خلال الجائحة وخاصة بين الشباب والنساء، وهذا تدهور يثير القلق في بلد كانت مشاركة المرأة في اقتصاده من أقل النسب في العالم. كما ارتفعت نسب العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال فترات الإغلاق. إذ تواجه المرأة في الأردن عوائق عدة تحول أمام وصولها إلى الحماية والعدالة، كما لا يتاح لها الحصول على دخل أو موارد بالمقارنة مع الرجل.   

على الرغم من هذه التحديات، فقد أظهر الأردن صمودا منقطع النظير واستمر يجسد مثالاً للتسامح وواحة للاستقرار في منطقة مضطربة.   

أوكسفام في الأردن

تعمل أوكسفام في الأردن منذ تسعينيات القرن المنصرم، نعمل مع شركاء محليين من أجل مستقبل يمكن للجميع فيه تحقيق أقصى ما لديهم من طاقات وخاصة النساء والشباب.

تقدّم أوكسفام بصفتها منظمة للتنمية ولها واجب إنساني، المساعدات الإنسانية الأساسية للاجئين السوريين بالإضافة إلى الفئات الأكثر استضعافاً من الأردنيين، وتروج لحلول مستدامة على المدى الطويل للتحديات التي تواجه الأردن. وقد عملنا بالسنوات الماضية مع 16 منظمة أردنية شريكة لخدمة 116000 إنسان.

تركز أوكسفام في الأردن على مجالات ثلاثة: العدالة الاقتصادية والعدالة الجندرية (القائمة على النوع الاجتماعي)، والمياه والصرف الصحي والنظافة وحوكمة المياه.

 

يرتكز برنامج أوكسفام في الأردن على ثلاثة مجالات:

العدالـة الاجتـماعـية:

نقف جنبا بجنب مع شركائنا بمساعدة الأردنيين واللاجئين في أنحاء المملكة للحصول على وظائف وبدء الأعمال التجارية وأن يصبحوا رواد أعمال، وبشكل خاص النساء والشباب. نقوم بذلك عبر الإرشاد والتدريب المهني والفني، وتحسين إمكانية الوصول إلى معلومات حول الفرص الاقتصادية. على مدى السنوات الخمسة الماضية فقد حصل 7000 شخص على وظائف في أنشطة أوكسفام، أكثر من نصفهم من النساء. كما دربنا مئات النساء على مهارات مهنية ومهارات ناعمة واعنّا أكثر من 100 امرأة على بدء أعمال تجارية.

كما ساعدنا مشاريع تجارية على خلق وظائف جديدة عبر توفير حاضنة وتقديم المساعدة الفنية وإتاحة الوصول إلى التمويل. كما دعمنا اكثر من 300 مشروع من ضمنها 51 مشروعا اجتماعياً والذين تلقوا منحاً بقيمة 1.4 مليون يورو.

عبر عملنا في المناصرة والبحث، نشجع سياسات شاملة للاجئين والنساء والأشخاص من ذوي الإعاقة وأيضا لعمل لائق وآمن وأجور تؤمن المعيشة.

خلال إجراءات الحظر والإغلاقات المطولة بسبب جائحة كورونا، قدمت أوكسفام مساعدات نقدية لمساعدة الأردنيين واللاجئين لإعانتهم على شراء الطعام وتأمين الاحتياجات الأساسية باستعمال التقنيات الرقمية.

 

العدالة الجندرية (القائمة على النوع الاجتماعي)

 

تقع النساء في قلب كافة الأنشطة التي ننفذها هنا في أوكسفام. نعمل مع شركائنا الأردنيين من أجل مستقبل يمكن للنساء فيه تحقيق الخيارات التي تختارها وممارسة حقوقهن بحرية، من دون عنف أو خوف. وتشتمل المجالات التي نركز عليها: عمل الرعاية غير مدفوع الأجر وتقديم العون القانوني.

عملنا خلال جائحة كورونا لضمان استمرار النساء في الوصول إلى الخدمات الصحية وخدمات الحماية للنساء المعرضات لخطر العنف. كما دعمنا الملاجئ وخطوط الهواتف الساخنة التي تديرها شركائنا وقدمنا مساعدات نقدية للنساء المعرضات لخطر العنف لمساعدتهن على تأمين احتياجاتهن الأساسية.

كما عملت أوكسفام على تحسين الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للعديد من فئات الشباب المستضعفين وخاصة الشابات. أسهمنا في تمكين المنظمات التي تعمل من أجل حقوق النساء والمنظمات الشبابية على التعامل مع العادات والسلوكيات الاجتماعية والجندرية الضارة والتي تمنع النساء وغيرهم من الفئات المستضعفة من الحصول على حقوقهم.

نقوم بالمناصرة مع أصحاب العلاقة لقوانين وسياسات وخدمات أفضل تحمي وتمكّن المرأة.

المياه والصرف الصحي والنظافة العامة وحوكمة المياه

تعمل أوكسفام لضمان قدرة الجميع في الأردن على تأمين احتياجاتهم الأساسية من المياه وخدمات الصرف الصحي. نسعى لإيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه المجتمع الأردني عبر دعم ترشيد المياه، والمساعدة على تحسين إدارة المياه العادمة وتعزيز النظافة العامة.

تشغّل أوكسفام مراكز لإعادة التدوير في محافظة المفرق ومخيم الزعتري للاجئين السوريين، وذلك للتخفيف من كميات النفايات التي ترسل إلى المطامر والمحافظة على البيئة، تدير أوكسفام عمليات جمع القمامة وتنظيف الشوارع في مخيم الزعتري، قمنا بإعادة تدوير 1.5 مليون كيلوغرام من المخلفات حتى الآن، وهذا وزن يساوي وزن 10 حيتان زرق، مما خفف من كمية المخلفات التي ترسل إلى المطمر بشكل كبير. وفرت هذه المبادرة فرص عمل للأردنيين واللاجئين السوريين، في جمع المخلفات وفرزها. تعتبر أوكسفام من أكبر موظفي اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري.

نواصل من دون توقف البحث عن حلول مبتكرة للحفاظ على المياه في الأردن. وقد أسسنا لأنظمة في مخيم الزعتري للاجئين لإعادة تدوير المياه من الاستعمالات المنزلية من أجل استعمالها في المراحيض وأعمال البستنة، مما يسهم في تخفيف الطلب على المياه.

نشرك المجتمعات في عملنا. كما نقوم بحملات لتشجيع الناس على ترشيد وإعادة استعمال وتدوير المخلفات، كما ننظم أنشطة مع الأطفال والأهالي للتشجيع على ترشيد المياه والنظافة العامة.

نتأكد في كل ما نقوم به  بأن ننظر بعدسة جندرية لمعالجة الاحتياجات العملية والمصالح الاستراتيجية للمرأة.

نتبنى في عملنا منهج البرنامج الواحد ونستعين بالدليل الذي تزودنا به مشاريعنا لضمان أن يكون لعملنا أثر – من السعي لتغيير السلوكيات إلى القوانين والسياسات ونقوم بذلك عبر التعاون الوثيق مع جهات فاعلة أخرى ومن ضمنها الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والسلطات المحلية.