الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل

يتخذ الفقر أشكال مختلفة. ففي الأراضي الفلسطينية المحلتة (والتي تتمثل في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة) يعيش ما يقرب من ثلثي السكان تحت خط الفقر مع محدودية آفاق فرص العمل والأمن وتوفر الصحة وذلك بالعيش تحت سلطة الإحتلال الإسرائيلي. فعبئ الصراع الطويل منذ عقود مع إسرائيل، واستمرار الاحتلال، تسبب بصعوبات شاقة المتجمعات المحلية.

تقوم منظمة أوكسفام بالعمل مع تلك المجتمعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة  لعونهم على كسب الرزق وتمكينهم للوصول إلى الغذاء ومياه الشرب والتعليم. نقوم بالإستجابة للأزمات الإنسانية الحاصلة ونقوم بتقديم المساعدة لبناء مجتمع مدني قوي حتي يتم تدعيم مبادئ حقوق الإنسان حيث يكون للمجتمعات المحلية صوت في صنع القرارات التي  تخصهم.
 

عمل منظمة أوكسفام في  الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل

بدأت أوكسفام عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل منذ الخمسينات، حيث تم تأسيس أول مكتب لها في البلاد في الثمانينات. تعمل المنظمة مع أغلب المجتمعات المدنية الهشة في قطاع غزة والقدس الشرقية ومنطقة جيم.

تعمل أوكسفام مع أكثر من ستين مؤسسة فلسطينية. نعمل معاً من أجل إيجاد الطرق لتحسين مستوى المعيشة والحقوق لتلك المجتمعات.

وفي قطاع غزة، والذي يسكنه مليون فلسطيني، كان للحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ عشر سنوات  للحد من حركة المسافرين وقلة فرص الحصول على العمل وحتى الحصول على أساسيات الغذاء ومياه الشرب والوقود. فقد أدى الحصار المفروض إلى تدهور الوضع الاقتصادي – وارتفاع معدلات البطالة والتي وصلت إلى ما يزيد عن 40 بالمائة (٦٠ بالمائة من الشباب) – وإلى تراجع معدلات الصادرات إلى 3٪ فقط من مستويات ما قبل الحصار وأصبح 80 في المئة من السكان يعتمدوا على المساعدات الانسانية. 

وفي الضفة الغربية، تحرم المستوطنات الإسرائيلية – التي يعتبرها القانون الدولي بأنها غير شرعية – المجتمعات النائية والتي تعتمد على الزراعة من العيش الكريم بسبب أن المزارعين لايستطيعون الوصول إلى المياه أو البناء في أراضيهم. فنادرا ما يسمح للفلسطينيين بالبناء وغالبا ما يتم مصادرة ممتلكاتهم أو تتعرض للهدم لإنشاء الطرق أمام الإسرائيليين للوصول للمستوطنات.

القيود المفروضة على الحركة والأرض والموارد تكلف الاقتصاد الفلسطيني نحو 3.4 مليار $ سنوياً وذلك وفقا لتقارير البنك الدولي وترك العديد من العائلات غير قادرة على إعالة أنفسهم.

حيث يتفاقم الفقر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب سوء الإدارة وعدم المساواة بين الجنسين. فمنظمة اوكسفام تشارك مبادئها القائمة على الحقوق الهادفة لإحراز التقدم.

الضفة الغربية والقدس الشرقية

في الضفة الغربية تقوم منظمة أوكسفام بمساعدة مزارعي الزيتون لتحسين جودة منتجاتهم وتسهيل وصولها إلى الأسواق، تقوم أوكسفام بمساعد الرعاة لرعاية حيواناتهم. حيثتعمل المنظمة للدفاع عن حقوق المجتمعات المحلية للبقاء في أرضهم وتعزيز حقوق النساء والمجموعات المهمشة من المشاركة في صنع القرار التي تؤثر على حياتهم. وفي القدس الشرقية تقوم المنظمة بالعمل على مساعدة النساء لبدء الأعمال التجارية الصغيرة، ومساعدة الشركاء المحليين لتحسين المباني المدرسية، وضمان الدعم القانوني الذي يضمن مساعدة السكان للبقاء في مدينتهم.

قطاع غزة:

تعمل أوكسفام في قطاع غزة جنبا إلى جنب مع المزارعين والصيادين الذين منعوا من الوصول إلى مصادر رزقهم. كما وتقوم المنظمة بتوريد المياه الصالحة للشرب ومشاريع الصرف الصحي، وتقديم القسائم الغذائية التي تضمن من أن الأسر الغزية لديها ما يكفي لتناول الطعام. كما تعمل أوكسفام على دعم الاقتصاد المحلي من خلال بمساعدة المنتجين المحليين على تحسين جودة منتجاتهم وتسهيل وصولها إلى الأسواق. تساعد المنظمة المجتمع المدني المحلي للدفاع عن حقوقهم وتقديم المساعدات الطارئة خلال الأزمات.

مرأكثر من عامين على من نهاية حرب عام 2014 لكن أوضاع الكثيرين في غزة يزداد سوءاً، فعملية إعادة الإعمار لاتزال بطيئة، ولا يوجد ضمانات لوقف إطلاق نار دائم ولا توجد محادثات سلام ذات مغزى، والحصار لا يزال يراوح مكانه.

فلا تزال الاحتياجات الإنسانية هائلة. فقد شهد قطاع غزة أسوأ مشاهد الدمار منذ عقود، حيث ترك السكان المدنيين المعرضين للخطر بالفعل ليكونوا أكثر عرضة للخطر.

هناك أكثر من 100 ألف شخص (أكثر من نصف هؤلاء أطفال) قد دمرت منازلهم، 51 ألف مازالوا مشردين. كما أن 96 في المائة من إمدادات المياه غير صالحة للشرب، وهناك انقطاع في التيار الكهربائي لمدة تصل 12 ساعة في اليوم. فالقيود المفروضة على مواد البناء الأساسية لازالت مستمرة وأي أن 9.71 في المائة فقط من المنازل تم إعادة إعمارها.

الحصار الإسرائيلي المفروض يمنع معظم السكان من مغادرة القطاع أو التجارة مع العالم الخارجي أو حتى مع أسواق الضفة الغربية. كما يمنع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم و يمنع الصيادين من الوصول الي مناطق الصيد وغالبا ما يتعرضوا لاطلاق النار اثناء فترت عملهم. فالاقتصاد قد تدهور على مستويات خطيرة، فأكثر من 60 في المائة من الشباب هم عاطلين عن العمل الآن - وهو أعلى معدل في العالم.

هناك أكثر من 300 ألف طفل وشاب تركوا يعانون من صدمة نفسية خطيرة بسبب النزاع. حيث أن الكثير منهم قد فقدوا أقارب لهم أو دمر منزلهم أو يعيشون في خوف يومي من تجدد القصف. سيكون للاقتتال الذي حصل قبل عامين الأثر على جيل كامل وسيستمر لسنوات قادمة.

أوكسفام تدين جميع أشكال العنف ضد المدنيين. فهناك حاجة ملحة لوقف إطلاق نار دائم وتطالب المنظمة جميع الأطراف لتحمل مسؤولياتهم عن الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي و وضع حد للحصار الإسرائيلي على وجه السرعة.

الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة:

• إن الحصار - مفروض منذ عشر سنوات – قد دمر اقتصاد غزة وترك معظم سكانها غير قادرين على السفر، وفرض قيود على المواطنين للوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، وقطع أوصال العائلات الفلسطينية في غزة مع الضفة الغربية.

• أكثر من 43٪ من إجمالي سكان قطاع غزة - أكثر من 60٪ من فئة الشباب -  هم بدون عمل ما يمثل أعلى نسبة للبطالة في العالم. كما أن 80٪ من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

• العديد من الصناعات الرئيسية، مثل صناعة البناء والتشييد قد دمرت. حيث لا يسمح بدخول المواد الأساسية إلى قطاع غزة. من إجمالي عدد المنازل المدمرة (البالغ عددها 23.500 منزل ) والتي بحاجة إلى إعادة إعمار فقط تم إعمار 8596 منزل.

• انخفضت  الصادرات إلى أقل من 15٪ من مستويات ما قبل الحصار وذلك بسبب فرض قيود صارمة على حركة نقل المنتجات الزراعية وغيرها من السلع إلى الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية.

تدين منظمة أوكسفام جميع أعمال العنف ضد المدنيين من قبل جميع الأطراف. وتطالب اوكسفام بأن يرى السلام والأمن والازدهار كل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وتعتقد المنظمة بأن التقدم الحقيقي نحو العدالة والقضاء على الفقر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل لايمكن أن يتم تحقيقه إلا من خلال إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل عادل ودائم للصراع.

أوكسفام تدعم حل الدولتين، كما يتم المطالبة به من قبل المجتمع الدولي.