أوكسفام في لبنان
تعمل أوكسفام في لبنان منذ عام 1993، من خلال تقديم المساعدات الانسانية للفئات الاكثر فقراً والمتأثرة بالصراع، والتوعية حول اهمية التنمية الاقتصادية والحوكمة الرشيدة على المستويين المحلي والوطني، ودعم حقوق المرأة من خلال العمل مع الشركاء. وتعمل اوكسفام مع الشركاء المحليين للمساهمة في حماية وتمكين النساء والرجال الذين لا تتوفر لهم الخدمات الاساسية.
شهد لبنان تاريخ طويل من الصراع وعدم الاستقرار السياسي، الى جانب تسجيله نسبة عالية من معدلات انعدام المساواة في توزيع الثروة على مستوى العالم. كما يواجه تحديات عدة تتعلق بإرتفاع معدلات البطالة والفقر وضعف الخدمات العامة والفساد. ومنذ اندلاع الازمة السورية، بات لبنان يواجه المزيد من التحديات التي يدفع ثمنها الاكثر فقراً. فالمناطق التي كانت تواجه النسبة الاعلى من انعدام المساواة في الخدمات العامة وتطوير البنى التحتية، هي نفسها المناطق التي تستقبل الان النسبة الاكبر من اللاجئين السوريين: يتركز 67% من اللبنانيين المحرومين و87٪ من مجموع اللاجئين من سوريا في 251 منطقة. وبالمجمل يعاني 10% من اللبنانيين و52% من اللاجئين السوريين من الفقر المدقع.
يستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بعدد السكان، بمعدل لاجئ واحد بين كل أربعة أشخاص. فمنذ بدء الأزمة السورية عام 2011، عبرت أعداد كبيرة من اللاجئين الحدود إلى لبنان هرباً من العنف الدائر في سوريا، ووصل ما يقدر بـ 1.5 مليون لاجئ سوري، منهم 976,065 مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (حزيران 2018)، وما يقارب 30 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا. فيما يعيش في لبنان 174,422 لاجئ فلسطيني منذ ما قبل اندلاع الازمة السورية[i]. لا يوجد مخيمات رسمية للاجئين السوريين في لبنان، الا ان معظمهم يتوزع على 1,700 مخيم غير رسمي في مختلف المناطق اللبنانية. فيما يعيش اللاجئون الفلسطينيون في 12 مخيم رسمي و42 تجمع، والتي باتت تعاني من ضغوطات اكبر على بنيتها التحتية المتهالكة ومياهها الملوثة واوضاعها غير الآمنة نتيجة لجوء اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الى هذه المخيمات.
وضعت اوكسفام في لبنان استراتيجية عمل تغطي خمس سنوات لتحقيق رؤيتها بتوفير الحماية للنساء والرجال الذين لا تتوفر لهم الخدمات الاساسية من لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين، وتمكينهم ليتمتعوا بحقوقهم الاساسية ووصولهم الى الخدمات ما يضمن لهم العيش بكرامة في مجتمع اكثر عدلاً. ويتم تنفيذ الاستراتيجية من خلال ثلاث برامج: البرنامج الانساني، برنامج العدالة الاقتصادية، وبرنامج المواطنة والحوكمة الرشيدة. وتتضمن البرامج الثلاث قضايا الجندر والمناصرة والسياسات.
واستجابة الى الضغوطات التي فرضتها الازمة السورية زادت اوكسفام من انشطتها في لبنان، بتقديم خدمات المياه والصرف الصحي، والمساعدات النقدية الطارئة للاسر الاكثر فقراً واللاجئين، ومساعدة اللاجئين في قضايا الحماية القانونية، ودعم المؤسسات الصغيرة والقطاع الخاص لخلق فرص العمل. وتعمل اوكسفام حالياً في شمال لبنان والبقاع، وفي المخيمات والتجمعات الفلسطينية من خلال ثلاث برامج:
- البرنامج الانساني: يهدف الى دعم الرجال والنساء الذين لا تتوفر لهم الخدمات الاساسية، بمن فيهم اللاجئين/ات، لتمكينهم من الحصول على حاجاتهم الاساسية في وجه الازمات الحالية والمستقبلية. ويدعم البرنامج منظمات المجتمع المدني، والهيئات المحلية والوطنية لتأمين الحماية والخدمات، ولا سيما الوصول المستدام واللائق الى خدمات المياه والصرف الصحي، كواحدة من الحاجات الاكثر الحاحاً بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
- برنامج العدالة الاقتصادية: يهدف الى تمكين الرجال والنساء الذين لا تتوفر لهم الخدمات الاساسية، لا سيما الشباب والشابات، لتخطي اثار الفقر، وللوصول الى مصادر سبل العيش لتخطي الفقر والتقليل من الاعتماد على المساعدات بشكل مستدام. يعمل البرنامج على تحقيق المرونة والاستقرار الاجتماعي في المناطق المتأثرة بأزمة اللاجئين بما فيها المخيمات غير الرسمية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
- برنامج المواطنة والحوكمة الرشيدة: يهدف الى التأثير على اصحاب القرار لتعزيز مبادئ المصداقية والفعالية. يدعم البرنامج المجتمع المدني، وتحديداً الشباب والشابات، لتمكينهم من التأثير في عملية صنع القرار من خلال الانخراط مع السلطات الحكومية واصحاب السلطة غير الرسميين، للتشجيع على ايجاد بيئة اكثر ملاءمة للمشاركة المحلية.